اتساع نطاق الإضرابات العمالية شرقاً وغرباً

من بوغوتا إلى سيؤول مروراً بباريس شهدت الأيام القليلة الماضية تصاعداً ملحوظاً في حركة الاحتجاجات العمالية المرتبطة أساساً بارتفاع أسعار الوقود وتكاليفه، وللمطالبة بالتالي برفع الأجور والتراجع عن الخطط التي تسمى إصلاحية والقائمة على الخصخصة والهجوم على القطاع العام ومكاسبه الاجتماعية المحققة تاريخياً بعرق الطبقة العاملة.

ففي كوريا الجنوبية بدأ عمال البناء إضراباً عن العمل  للضغط من أجل وقود أرخص وزيادة الأجور لينضموا لآلاف من سائقي الشاحنات الذين أضربوا عن العمل في وقت سابق ما أصاب موانئ البلاد التي تعتمد على التصدير بالشلل.

وبينما أيد الاتحاد الكوري لنقابات العمال الذي يعارض سياسات الرئيس لي ميونج باك بشأن الخصخصة ومعاشات التقاعد، الحركة الإضرابية التي شملت 18 ألفاً من العاملين في مجال مواد البناء ذكرت وزارة التجارة الكورية الجنوبية أن الإضرابات كلفت البلاد 3.5 مليار دولار حتى الآن.

وتأتي الإضرابات في وقت يواجه فيه لي احتجاجات ضخمة في الشوارع دعت في البداية لإلغاء اتفاق اللحم البقري الأمريكي ثم اتسع نطاقها لمهاجمة مجموعة من سياساته.

ويمثل سائقو الشاحنات غير النقابيين جزءاً صغيراً من السائقين في البلاد ولكنهم يلعبون دوراً رئيسياً في نقل السلع إلى الموانئ وخارجها. وبدأ 14 ألفاً من سائقي الشاحنات الإضراب يوم الجمعة الماضي بعد انهيار محادثات بشأن رفع الأجور وخفض أسعار وقود الديزل.

وقالت شركة هيونداي للسيارات أن حركة نقل السيارات تسير بنصف معدلاتها الطبيعية من جراء إضراب سائقي الشاحنات وأبطأ حركة الشحن في الموانئ ومنها، حيث قال بيان للاتحاد الكوري للتجارة الدولية إن حركة الشحن في المرافئ الرئيسية انخفضت إلى 24 في المئة من معدلاتها الطبيعية وتأثر ما يبلغ حجمه 1.13 مليار دولار من الصادرات والواردات.

أما في باريس فقد بدأ عمال شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية وقطاع النقل ومترو الأنفاق إضراباً عاماً انضم إليه لاحقاً عمال بجهات خدمية أخرى مثل عمال خدمات البريد والخدمات المساندة الأخرى وعمال شركات الكهرباء والغاز الوطنية وذلك احتجاجاً على خطط الرئيس نيكولا ساركوزي لإصلاح النظام التقاعدي في القطاع العام.

وأضرب عمال وسائقو حافلات نقل الركاب العامة في أنحاء البلاد، وهو ما عرقل خدمات النقل الجوي، ويذكّر هذا الإضراب بمثيله في تشرين الثاني الماضي علماً بأنه استمر لتسعة أيام، تعرضت خلالها الخدمات العامة في البلاد إلى عرقلة واسعة شلت الاقتصاد الفرنسي، والتي كانت احتجاجاً على مزايا تقاعدية خاصة ألغاها الرئيس الفرنسي.

وفي كولومبيا أعلنت رابطة لسائقي الشاحنات أنهم سينظمون إضراباً عاماً احتجاجاً على ارتفاع سعر الوقود وضرائب الطرق وللمطالبة بزيادة أسعار النقل بعد الإخفاق في التوصل لاتفاق مع الحكومة، وهو إضراب يحمل بين طياته التأثير على حركة الصادرات في بلد يعد ثالث أكبر منتج للبن في العالم.

وتم التخطيط لأن يبدأ الإضراب الذي قال منظموه إنه سيضم عشرات الآلاف من سائقي الشاحنات عند منتصف ليل الأحد ووضعت السلطات خططاً طارئة لضمان عدم تعطل إمدادات الطعام.

وقال نيميسيو كاستيلو رئيس رابطة سائقي الشاحنات للصحفيين بعد انهيار المحادثات مع الحكومة «سنقوم بإضراب وسيتم وقف 95 في المئة وهذا يعني ما بين 140 ألف و145ألف سائق شاحنة».

آخر تعديل على الثلاثاء, 29 تشرين2/نوفمبر 2016 22:37