«الشمالية» تلوح بـ«الحطام».. و«الجنوبية» تخرج من العراق
في تطور يمكن قراءته على مستويين، باتجاه كوريا الديمقراطية من جهة، والتحسب من تكتيكات الحليف الأمريكي في المنطقة من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن سيؤول ستسحب آخر قواتها من العراق بحلول 20 كانون الأول وتسلم مهامها للجيش الأمريكي لتنهي ما كان ثالث أكبر انتشار لقوات الاحتلال الأجنبية في بلاد الرافدين، وذلك خلافاً لتقارير إعلامية أشارت إلى أن كوريا الجنوبية قد تمدد نشر قواتها الذي استمر أربعة أعوام مرة أخرى كخدمة لحليفها الرئيسي الولايات المتحدة التي تعيد بدورها دراسة مسألة نشر قواتها في العراق.
وأكد وون تاى جاى المتحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن «الانسحاب سيكون كاملاً ولن يترك أي أفراد عسكريين في العراق سوى بعض ضباط الاتصالات»، علماً بأن ما تبقى من أصل 3600 جندي كوري جنوبي في العراق بات لا يتجاوز 600 جندي موجودين في أربيل، شمال العراق.
ويأتي هذا الإعلان من جانب سيؤول غداة تهديد بيونغ يانغ شمالاً بتحويل كوريا الجنوبية إلى حطام إذا لم تنه سياسة المواجهة التي تطبقها. وأعلن جيش كوريا الديمقراطية: «من الأفضل للسلطات الدمية أن تعرف أن هجماتنا الوقائية ستحول كل شيء حطاما(...) ولن تشعل النار فقط (..) وهي أقوى وأكثر تطوراً». وأضاف في بيان له أن «ذلك سيتأكد أنه حرب عادلة... ترمي إلى بناء دولة مستقلة موحدة».
كوريا الديمقراطية، التي هددت بطرد مسؤولين موظفين كوريين جنوبيين من أراضيها، حذرت من أن جيشها سيتصرف بطريقة «حازمة» إذا استمر موقف «المواجهة» الذي تعتمده كوريا الجنوبية من خلال توزيع آلاف المنشورات التي تنتقد نظام بيونغ يانغ وإرسالها وهي مربوطة ببالونات عبر ناشطين كوريين جنوبيين عند الحدود.
وفي كل الأحوال يبدو أن الإعلان عن انسحاب كوريا الجنوبية من العراق، وفي ظل قلة عدد الجنود المتبقين هناك، لا يرتبط فقط بتهديدات الجارة الشمالية، بقدر ارتباطه بالتحركات العسكرية التكتيكية من جانب القوات الأمريكية في العراق، تحضيراً لتوسيع رقعة الحرب والمواجهة في داخل العراق وفي محيطه على حد سواء.