ما الذي تفعله الطائرات الإسرائيلية في رومانيا؟!
توجَّهت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي إلى رومانيا لنقل قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تحطم مروحية «يسعور» كانوا على متنها قرب مدينة براسوف ما أدى إلى مقتل ستة جنود صهاينة وسابع روماني.
مناورات السماء الزرقاء بين الجيشين الصهيوني والروماني، كانت لتبقى سرية لولا حادث تحطم المروحية «سي أتش ثلاثة وخمسين» أو اليسعود، ومقتل من عليها، في 27/7/2010. هذه التدريبات في منطقة جبلية رومانية، أثارت تساؤلات حول طبيعة المهمة الإسرائيلية في أوروبا الشرقية، وفي جبال رومانيا الشاهقة تحديداً.
وبحسب وسائل إعلام «إسرائيلية»، فإن هدف المناور ات هو التدريب على الإنقاذ وعمليات الإجلاء الطبي، غير أن مسؤولين عسكريين صهاينة أشاروا إلى أن الأمر أبعد من ذلك.
عميد في الجيش الصهيوني اعتبر أن الانتشار العسكري في رومانيا مطلوب لاستخدام مسارح عمليات كبيرة وتضاريس صعبة، كتلك التي قد يواجهها الجيش الإسرائيلي في أي صراع مستقبلي.
ويقول «إسرائيل شافير» العميد في جيش الاحتلال الإسرائيلي: «هذا التدريب بالتحديد كان مهمة تدريبية لأسبوعين، والطاقم وصل قبل الحادث بيومين، وتم إطلاعه بشكل موسع على المنطقة الجبلية والطقس الرديء، والذي كان حقيقةً السبب في إجراء التدريب».
صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية قالت إن «كثيرين في إسرائيل فوجئوا بالسماع عن المكان الذي وقعت فيه حادثة المروحية، في سلسلة جبال بوسجي، بعيداً بعيداً عن الدفء المحلي. ولكن من هو خبير في العلاقات الأمنية لإسرائيل في السنوات الأخيرة لا بد أنه فوجئ بقدر أقل: في كل ما يتعلق بالتدريبات الجوية، رومانيا هي اليوم الصديق القريب لإسرائيل».
وأوضحت الصحيفة أن التعاون بين سلاحي الجو الإسرائيلي والروماني بدأ في آب 2004، حين أجري تدريب مشترك أول في الدولة الأوربية. فقد نفذت عدة طائرات هيركولز ومروحيات يسعور الإسرائيلية طلعات جوية في منطقة مختلفة جداً عما تعرفها، على ارتفاع عال وفي طقس مختلف عن ذاك الذي اعتادت عليه. وعن طبيعة التدريبات، قالت الصحيفة إن مروحيات يسعور نفذت في ذلك الحين مناورات توجه وهبوط بل وأجرت عدة تدريبات مشتركة مع طائرات بوما من سلاح الجو الروماني. أحد التدريبات الخاصة التي نفذتها كان طلعة جوية وهبوط في الجبال على مسافة عالية– وهو تدريب لا يجري تقريباً في «إسرائيل».
وأضافت الصحيفة انه بعد التدريب الأول في رومانيا روى بعض من عناصر سلاح الجو عن التجربة لمجلة سلاح الجو، فقال في حينه المقدم احتياط قائد سرب هيركولز إن «التدريب في رومانيا سمح لنا بالطيران بشكل وبظروف لا يمكننا أن نقوم بها في البلاد. في وسط رومانيا توجد جبال عالية جداً وحولها سهل مفتوح، والمشهد غير المعروف هذا وفر للفرق محيطاً مميزاً لتدريب لا يمكن استعادته في «إسرائيل»».
وبحسب بعض المحللين العسكريين فإنه نتيجة لوجود أزمة بين «إسرائيل» وتركيا خلال الأشهر الماضية ، فقد تم استبدال تركيا برومانيا لإجراء التدريبات الجوية المشتركة.
بدورها أفادت صحيفة «هآرتس» بأن سلاح الجو الإسرائيلي زاد في العامين الأخيرين من وتيرة التدريبات المشتركة مع جيوش لدول أعضاء في حلف الأطلسي، بهدف تأهيل طياري الاحتلال على التحليق إلى مسافات بعيدة لم توفرها الأجواء في فلسطين المحتلة، إضافة إلى التدريب في مناطق جبلية مختلفة. كما توفر التدريبات في أوربا الشرقية تأهيل الطيارين على مواجهة الرادارات الجوية المتطورة. ويجري التدريب أيضاً على عمليات إنقاذ طيارين تحطمت طائراتهم في «بلد معادي».
سي ايتش 53 المروحية الأميركية الصنع، والتي يُطلق عليها الإسرائيليون اسم يسعور، رافقتها منذ بدايات وضعها في الخدمة عام ألف وتسعمئة وتسعة وستين، حوادث عديدة كان أبرزها تصادمها مع أخرى فوق مستوطنة شآر بيشوف في العام ألف وتسعمئة وسبعة وتسعين، بينما كانت في طريقها إلى جنوب لبنان في عملية تستهدف المقاومة اللبنانية وأسفر التصادم وقتها عن مقتل ثلاثة وسبعين جندياً وضابطاً.
وعلى الرغم من أن مروحية يسعور تسببت بمقتل العديد من الجنود الصهاينة، فإن جيش الاحتلال يعتبرها أداةً مركزية في أعماله العسكرية، ويرى أنه لا يوجد بديل عنها في سلاحه الجوي.
ويصف الصهاينة المروحية «بالعملاق المستقر والثابت»!؟ ووفقا للتسمية الإسرائيلية في بطاقتها الشخصية الاسم الرسمي «CH-53 سي ستاليون» وهي من إنتاج شركة «سكورسكي» الأمريكية.
حلقت لأول مرة في الأجواء في طلعة تجريبية عام 1964 ودخلت الخدمة الفعلية في سلاح الجو الإسرائيلي عام 1969 ومن المتوقع أن تبقى في الخدمة حتى 2025.
وقد أعلن قائد سلاح الطيران في جيش الاحتلال الإسرائيلي العميد عيدان نحشتون مباشرة بعد وقوع حادث تحطم الطائرة العسكرية عن وقف التدريب العسكري في رومانيا وإعادة الجنود إلى كيان العدو، حيث كان من المفترض انتهاء هذا التدريب الخميس 29/7، كذلك أعطى تعليمات لسلاح الطيران الإسرائيلي بوقف كافة الطلعات التدريبية لسلاح الطيران لهذا اليوم في الكيان.
نقلاً عن «المنار» بتصرف