واشنطن تواصل القصف القاتل على أراضي الحليف الباكستاني
قتل 16 شخصاً على الأقل الأربعاء بصواريخ أطلقتها طائرات أمريكية بدون طيار في شمال غرب باكستان، حيث قال «مسؤولون أمنيون» إنها «استهدفت مسلحي تنظيم القاعدة وحركة طالبان».
وقال مسؤول كبير في القوات الأمنية- رفض الكشف عن اسمه- لوكالة الأنباء الفرنسية إن طائرات أمريكية دون طيار أطلقت خمسة صواريخ على «معسكر تدريب للمتمردين» في قرية زوياناري في منطقة شمال وزيرستان، مما أدى إلى مقتل 16 منهم.
غير أن مسؤولين في المخابرات الباكستانية أكدوا لوكالة رويترز أن هجومين صاروخين «يعتقد» أن طائرة أمريكية دون طيار شنتهما، أسفرا عن مقتل 22 مسلحاً على الأقل في منطقة وزيرستان الباكستانية.
وكشف المصدر أن صاروخين أصابا مجمعا للمسلحين يشبه الحصن في منطقة شوال في شمال وزيرستان على الحدود مع أفغانستان، وبعد وقت قصير أطلق صاروخان آخران على مركبة يشتبه في أنها تحمل مسلحين في جنوب وزيرستان على بعد ثلاثة كيلومترات من موقع الهجوم الأول.
وقال مسؤول- رفض ذكر اسمه- إن «18 متشدداً بينهم أجانب قتلوا في الهجوم على المجمع»، وأضاف أن أربعة مسلحين آخرين قتلوا في الهجوم على المركبة.
وقال مسؤول آخر في المخابرات للوكالة نفسها إن المسلحين طوقوا المنطقة، ولم يسمح بدخول أي شخص إلى موقعي الهجومين.
وقتل الاثنين الماضي 18 مسلحاً بصواريخ أطلقتها ثلاث طائرات أميركية دون طيار في منطقة جنوب وزيرستان المجاورة.
وهجوم الأربعاء هو الرابع الذي تشنه طائرة دون طيار خلال خمسة أيام، حيث يحتمل أن تكون إحدى هذه الهجمات أدت في الجمعة السابقة إلى مقتل الباكستاني إلياس كشميري أحد أبرز قادة القاعدة العسكريين، رغم أن الولايات المتحدة والجيش الباكستاني لم يؤكدا مقتله لعدم وجود جثة يمكن التحقق من هويتها.
وتهاجم هذه الطائرات بشكل شبه يومي المناطق القبلية على الحدود مع أفغانستان والتي تتخذها حركة طالبان باكستان معقلاً لها، كما تشكل قاعدة خلفية لحركة طالبان أفغانستان.
ورغم التنديد الرسمي والشعبي بالهجمات الأمريكية، لم تتوقف الغارات منذ شن قوة خاصة أمريكية عملية أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في شمال باكستان يوم 2 أيار الماضي.
وتسارعت وتيرة عمليات إطلاق الصواريخ من طائرات بدون طيار بشكل ملحوظ منذ أواخر 2008 بعدما بدأت عام 2004.
وتعتبر الولايات المتحدة المناطق القبلية «من المناطق الأكثر خطورة في العالم» وتقول إنها مقر لشبكة القاعدة، في حين أقامت طالبان وشبكات أخرى مرتبطة بالقاعدة مراكزها هناك أيضاً.
ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن الضربات الصاروخية أدت إلى إضعاف شبكة القاعدة إلى حد كبير، وأسفرت عن مقتل قادة بارزين بينهم قائد حركة طالبان الباكستانية سابقاً بيعة الله محسود.