ترجمة مشعل شيخ نور ترجمة مشعل شيخ نور

تأملات فيديل: فيديل كاسترو روز

في الرسالة التالية يسخر الرفيق كاسترو  مما نشرته وسائل الإعلام الإمبريالية وإدعاؤها بأن «كاسترو يحتضر» وكذلك يفسر سبب توقفه عن كتابة تأملاته.

إن أي تقييم موضوعي  ومتواضع  سيقول بأن هناك مواضيع أكثر أهمية تحتل الصحافة الكوبية بدلاً من  تلك التأملات التي يكتبها الرفيق فيدل ، ومع ذلك  ستبقى تلك التأملات  عبارة عن نموذجٍ فريد من نوعه يصف الأحداث السياسية التي مرت على العالم بشكل صريح وصادق.

فالرسالة التي وجهها فيدل إلى أوائل المتخرجين من معهد «فيكتوريا دي خيرون» المتخصص بالعلوم الطبية  كانت كافية لتحث الدعاية الإمبريالية وبسرعة مفرطة إلى الغوص في تفاصيل ما يسمى «مرض كاسترو» فأقل ما يقال عن هذه التفاصيل  بأنها مختلقة وكاذبة، ليس هذا فحسب  فهم  عزوا كل تلك الترهات التي لم نسمع بها من قبل إلى المريض.

وهنا نص الرسالة

« ذكرت صحيفة إسبانية  تدعى «ABC » بأن دكتوراً فنزويلياً  كشف بأن كاسترو تعرض لإنسداد ضخم في شريان الدماغ الأيمن، وبأننا لا نستطيع رؤية كاسترو مرة أخرى بين الناس، فالطبيب المزعوم  وصف حالة كاسترو وقال بأن وضعه أقرب  إلى ما يسمى بحالة «الخمول العصبي» ، وبأنه يعاني من اكتئاب دائم.

عندما يتم خداع العديد من الأشخاص بواسطة ما تنشره تلك الوكالات من هراء والتي هي بيد أصحاب الامتيازات والأغنياء، فالناس حينها ومع مرور الزمن ستعرف أن ما تنشره تلك الصحف هو عبارة عن  كلام لامعنى له ، في الحقيقة لا يوجد شخص على وجه البسيطة يتمنى أن يكون مخدوعاً.

في نيسان 1961 ، أي شخص يؤمن  بالمعلومات المنشورة في وكالات الأنباء بأن  المرتزقة الغزاة لـ خيرون وخليج الخنازير كانوا يقتربون من هافانا، في الوقت الذي كان البعض يحاولون أن يصلوا ومن دون جدوى إلى السفن الحربية اليانكية  المرافقة لهم.

فالشعوب تتعلم والمقاومة  في ازدياد، وذلك لمواجهة أزمة الرأسمالية  التي تتكرر  وبتواتر أكبر ، فهل القمع والأسلحة الجديدة قادرة على منع انهيار نظام الإنتاج  غير العادل وغير المتكافئ؟.

في الذكرى الخمسين لأزمة أكتوبر أشارت وكالات الأنباء بأصابع الإتهام  إلى ثلاثة أطراف : كينيدي  والذي أصبح زعيماً  لإمبراطورية ، خروتشوف ، فيدل كاسترو .

فكوبا لا تستطيع فعل أي شيء  لمواجهة خطر الأسلحة الكيميائية، وحتى مع الذبح والمجازر  في ناكازاكي وهيروشيما التي  ارتكبها «هاري ترومان» رئيس الولايات المتحدة ، الأمر الذي يرسخ استبداد  الأسلحة النووية ، فكوبا كانت تدافع عن حقوقها في الاستقلال و العدالة الاجتماعية.

عندما قبلنا المساعدات السوفييتية  من سلاح ونفط ومواد غذائية وغيرها من الموارد كنا ندافع عن أنفسنا ضد الغزو اليانكي على بلدنا ، فتعرضنا وقتها إلى حرب دموية قذرة  فرضتها الرأسمالية علينا منذ الأشهر الأولى، الأمر الذي ترك آلاف الكوبيين بين قتلى وجرحى.

عندما اقترح خروتشوف  نصب صواريخ متوسطة المدى  المشابهة لتلك التي نصبها الأميركان في تركيا  كانت عبارة عن ضرورة عسكرية، حينها لم تتردد  كوبا في الموافقة لدرء الخطر الأميركي القادم ، فسلوكنا حينها كان أخلاقياً ولا غبار عليه ولن نعتذر لأحد عمّا فعلناه.

في الحقيقة ، قد مضى على تلك الحادثة قرابة نصف قرن وما زالت رؤوسنا مرفوعة .

أنا أحب الكتابة والتعلم والقراءة  بشكل متواصل ولا أَمَلّ  من ذلك، ففي حياتنا الكثير من المهام التي علينا فعلها.

توقفت  عن نشر التأملات  لأن صحافتنا  لديها مهام أخرى  ومكرسة لخدمة البلاد فقط.

الرأسمالية أشبه  بتلك الطيور التي تنذر بالسوء ، فأنا لا أتذكر في حياتي حتى ألم الرأس ، وكدليل على كذبهم هذه صورتي»

12/10/2012