اليمن غير السعيد
لم ينعم اليمن بالاستقرار رغم مرور عامين على ثورته المنطلقة في شباط 2011، حيث انعكس ذلك في العديد من الوقائع المشتعلة على الأرض بشكل شبه مستمر وحتى أجواء الاحتفالات في الذكرى الثانية للثورة لم تخلُ من حدوث مشاكل فقد وقعت اشتباكات بين انفصاليي الحراك الجنوبي وعناصر حزب الإصلاح الإسلامي في مدينة عدن جنوبي البلاد.
كما أن التدخلات الدولية التي صاغت الحل اليمني وفقاً لمبدأ « إسقاط الرئيس، لأجل المحافظة على النظام» لاتزال تمارس الضغوط ذاتها من موقع الوصاية على إرادة الشعب اليمني، حيث لاتزال الأطراف الدولية تتحدث عن الوضع الأمني الهش متبرئة من دورها في هذه الهشاشة، وعن العراقيل الكثيرة التي تقف أمام عملية الانتقال السياسي في اليمن، لتبرر التدخل بشكل أوبآخر في شؤون البلاد، وهذا ماعكسه بيان مجلس الأمن الدولي الأخير، حيث أصدر المجلس يوم 15 شباط بياناً ل»دعم عملية الانتقال السلمي» في اليمن على حد تعبيره، وحذر بفرضِ عقوباتٍ على مَن يعرقلون عمليةَ الانتقالِ السياسي في البلاد، مبدياً قلقَه بشأنِ معلوماتٍ عن توزيعِ أسلحةٍ وأموال بهدفِ الإضرارِ بالعمليةِ!
كما رحب المجلس بإعلان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إطلاق مؤتمر الحوار الوطني في 18 آذار القادم، مؤكداً على ضرورة وجود قيادة يمنية للمرحلة الانتقالية على أساس التزام بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والحريات لجميع اليمنيين.
وشدد المجلس على الحاجة إلى أن يجري مؤتمر الحوار الوطني بشكل شامل ومشاركة كاملة من جميع مكونات المجتمع اليمني، بما فيها ممثلون عن الجنوب ومناطق أخرى، داعياً جميع الأطراف إلى احترام الجدول الزمني والمبادىء المنصوص عليها في اتفاق نقل السلطة.