عمال الكابلات.. يزورون «الصندوق» 5 مرات وأكثر!..
متابعة قاسيون متابعة قاسيون

عمال الكابلات.. يزورون «الصندوق» 5 مرات وأكثر!..

يعمل في معمل كابلات دمشق 400 عامل بين عمال إنتاج وإداريين حقق هؤلاء العمال 1,1 مليار ليرة ربح، و 10 مليارات ليرة  مبيعات في العام الحالي، بعد أن أنتجوا أكثر من 5000 طن من كابلات النحاس المتنوعة محققين خطة الإنتاج بنسبة 83%..

يعمل عمال معمل الكابلات بثلاث ورديات، ومعظمهم لديه 25 سنة خدمة بالحد الأدنى حيث أن وسطي أعمار العمال في المعمل بين 45- 48 سنة، و 30% منهم أعمارهم فوق 55 سنة!.
إلا أن هذا الوسطي المرتفع للعمر، لا يعيق عمل الشركة، بقدر ما يعيقه نقص العمالة الإنتاجية، حيث ينقص المعمل 100 عامل إنتاجي، بعد أن توقف التعيين في القطاع العام الصناعي منذ التسعينيات.
نجاح العملية الإنتاجية في معمل الكابلات ينعكس على أوضاع عماله إيجاباً، بالمقارنة مع ظروف عمال معامل القطاع العام الصناعي الأخرى، حيث لم تتوقف رواتب عمال معمل الكابلات في أقسى ظروف الأزمة، كما أن مواصلاتهم لم تتوقف كذلك، وعدم تعرض معملهم للدمار كما في معامل القطاع العام التي خرجت عن الخدمة، وانتقلت إلى مراكز عمل أخرى..
رغم أن هذا لا ينفي أن منطقة وجود المعمل في (حوش بلاس) كانت نقطة توتر وقريبة من مناطق اشتباك إلا أن هذا لم يؤثر جدياً على متابعة العمل والإنتاج.
الأهم أن إنتاج معمل الكابلات وأرباحه، يتيح لعماله استمرار حوافزهم، ومكافآتهم، وتعويضاتهم، كما أنه يتيح حصولهم على نسبة من الأرباح.
فكتلة الرواتب في المعمل دون الحوافز والمكافآت تبلغ: 15 مليون ليرة شهرياً، ومعها تصل الكتلة الشهرية إلى 22 مليون، أي بزيادة 7 مليون ليرة شهرياً.
يعبر عمال المعمل عن مزايا إنتاجهم، بعدد زياراتهم الشهرية للصندوق، حيث أنهم يقصدونه لأكثر من خمس مرات، لقبض الرواتب، ثم تعويض طبيعة العمل، ثم المكافآت لجزء من العمال بمبلغ 2000 ليرة للعامل تقريباً، يليها الوجبة الغذائية التي يحصل العمال عليها نقداً بمقدار 2000 ل.س تقريباً: 30 ليرة يومياً، ثم الحوافز الإنتاجية التي تصل لدى بعض العمال إلى 10-15 ألف ليرة شهرياً.
حقق المعمل أرباحاً بمقدار 1,1 مليار ل.س حتى الشهر 11 من عام 2015، وقانونياً يفترض أن يوزع على العمال نسبة 10% من الأرباح، أي مقدار 110 مليون ل.س خلال العام، توزع على 400 عامل أي بوسطي 275 ألف ل.س سنوياً للعامل، وبوسطي: 22900 ل.س شهرياً، أي 30 ألف ل.س شهرية من الأرباح في عام 2015.
وسطي الراتب الشهري لعامل الكابلات
22 مليون ل.س كتلة الرواتب مع الحوافز والتعويضات الشهرية مقسمة على  400 عامل أي بوسطي رواتب شهرية للعامل: 55 ألف ليرة
110 مليون ل.س حصة العمال من توزيع الأرباح لعام 2015 مقسمة على 400 عامل أي بوسطي شهري للعامل: 30 ألف ليرة
 ليكون الوسطي الشهري لرواتب عمال الكابلات 85 ألف ل.س، إذا ما تم توزيع حصتهم من الأرباح وفق النسبة القانونية 10%.
على الرغم من أن هذا الرقم الوسطي لراتب العامل في الكابلات يعتبر مرتفعاً قياساً برواتب العمال النهائية في القطاع العام، إلا أنه يجب أن يقارن بقيمة ما ينتجه هؤلاء العمال الـ 400، فهم ينتجون كابلات بقيمة سنوية تفوق 10 مليار ل.س، وبالتالي فإن كتلة أجورهم الإجمالية لا تتجاوز 3,7% من قيمة مبيعات ما ينتجونه.
يستطيع القطاع الصناعي العام أن يؤمن لعماله أجوراً مرتفعة نسبياً، عبر الحوافز والتعويضات وتوزيع الأرباح، وهذا ما كان عليه الأمر عندما كان مجمل القطاع العام الصناعي منتجاً ورابحاً.. أي أنه يستطيع تجاوز حدود الأجر التي تضعها سياسة الأجور السورية، التي لا تربط بين الحد الادنى للأجور، ومتطلبات مستوى المعيشة التي أصبحت اليوم تتجاوز 170 ألف ليرة شهرياً لتأمين حاجات العامل وأسرته، والسياسة التي تثبت الأجور وتضع سقفاً  لها!.