سؤالان فقط..!
أنيا بوستوفا أنيا بوستوفا

سؤالان فقط..!

كم هي كمية الذهب الموجودة الآن في حوزة البنك الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية؟ مدققو الحسابات وحدهم من يملكون الإجابة على هذا السؤال.

رغم ذلك، فإن كمية من الذهب الموجودة لدى البنك تتناقص اليوم باطراد، ذلك أن البنوك المركزية الأجنبية باتت تميل حالياً إلى سحب احتياطي الذهب الذي احتفظت به هناك لعقود عدة.
يخزَّن احتياطي الذهب الأمريكي في قلعة «Fort Knox»، الممتدة على مساحة 110000 فدان في ولاية كنتاكي الأمريكية. وتعتبر القلعة من أكثر المباني حراسة في العالم، حيث بنيت «فورت نوكس» من الجرانيت الصلب والخرسانة المسلحة، ومحاطة بسياج من الحديد الصلب، إلى جانب معسكر حربي أمريكي ضخم، يتكون من جيش من الحراس، مهمتهم مراقبة القلعة على مدار الساعة.
في عام 1949، اختزنت قلعة «فورت نوكس» 19872 طناً من الذهب، إذ كانت فرنسا، على سبيل المثال، قد نقلت معظم ذهبها إلى خارج البلاد قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية في أراضيها، ليجد هذا الذهب بيتاً جديداً له في القلعة الأمريكية. في حينه، بدا أنه من المفترض أن يعود هذا الذهب كله إلى فرنسا بعد انتهاء الحرب، لكن «فورت نوكس» لم ترد مفارقته أبداً..!
للمفارقة، يحتفظ بنك الاحتياط الفدرالي اليوم بما يقرب من 6000 طن من الذهب فقط. وهذه أصغر كمية من الذهب التي احتفظت واشنطن بها خلال السنوات العشرين الماضية.
تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من الحصول على موجودات الذهب في 60 دولة على الأقل، بما في ذلك روسيا. ومع ذلك، تبين أن عودة هذا الذهب إلى دياره ليست بهذه السهولة. فبطريقة لصوصية بحتة، حاولت واشنطن في إحدى المرات إعادة معدن «التنغستن» المغلف بالذهب إلى الصين، بدلاً من ذهبها الحقيقي.
وفي السياق ذاته، حاولت ألمانيا مراراً وتكراراً استعادة ذهبها من مخالب واشنطن، ولفترة طويلة جداً، لكن دون جدوى، ولعل ذلك يفسر جزءاً من «كياسة ألمانيا» في علاقاتها مع الولايات المتحدة، فرغم الوعود الأخيرة بإعادة الذهب الألماني إلى الحكومة الألمانية، إلا أن مراجعي الحسابات الألمان لا يزالون ممنوعين من الوصول إلى قسم التخزين في القلعة. واليوم، فإن احتياطي الذهب الألماني الموجود لدى واشنطن يصل إلى ما يقارب من 3400 طن، وهو ما يشكل تقريباً ثلثي مخزون الذهب الألماني في الخارج..!
اعتمدت واشنطن في حفاظها على الذهب العالمي مخزن لديها على النظام الدولي الذي ساد العالم بعد ستينيات القرن الماضي. ولدى الاطلاع على تقارير الخبراء التي تشير إلى أن استعادة الذهب العالمي من واشنطن ستؤثر إيجاباً على الاقتصاد العالمي، لدينا سؤالان: هل تسمح القوة الأمريكية الحالية لواشنطن بالحفاظ على هذا الذهب؟ وهل ستوازن الحكومات صاحبة الذهب خطواتها لاستعادة هذا الذهب؟

عن «PolitOnline.ru».. بتصرف

آخر تعديل على الأحد, 22 تشرين2/نوفمبر 2015 02:29