معركة تعز.. رهان ما قبل الحل

تبدي السعودية اليوم- وإن بشكل لا يزال جنينياً حتى الآن- تسليمها بمسار الحلول السياسية في اليمن. ففي وقت بات من المحسوم عدم إمكان إنجاز تقدم عسكري واسع في البلاد، بات الرهان منعقداً على شكل الحل السياسي الذي من المحتم أن يجري.


تتمسك الحكومة اليمنية بأن تفضي المباحثات إلى «الاتفاق على آلية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216»، والذي يلزم جماعة «أنصار الله» وقوات الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، بالانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة. في المقابل، تتمسك «أنصار الله» بمبادئ مسقط التي تنص على تنفيذ قرار مجلس الأمن ذاته، لكن مضامينها تفرض قواعد جديدة لتسوية سياسية لا يكون الرئيس عبد ربه منصور هادي طرفاً فيها.
في هذا الصدد، تبدو معركة تعز التي حظيت خلال الأسبوع الماضي بتغطية إعلامية واسعة، رهاناً خليجياً أخيراً قبل التوجه إلى إيقاف المعركة العسكرية التي أعلنت السعودية، على لسان وزير خارجيتها، عادل الجبير، عن قرب موعد انتهائها. حيث يبدو أن السعودية تعتقد أن لمعركة تعز تأثيراً في مخرجات أي طاولة مفاوضات قادمة.
لا مجال واسع للمناورة اليوم أمام السعودية المرهقة، فتقارير المنظمات المالية العالمية باتت تركز على التراجع في احتياطي العملات السعودية، الناتج عن الحرب التي تشكل مستنقعاً للسعودية في اليمن، إضافة إلى غيرها من ملفات التورط السعودي. فهل تستفيد السعودية من الزخم العالمي الذي يتجه بشكل عقلاني نحو تخفيف التوتر العالمي؟