لبنان رهينة «سوليدير».. وحركة الشارع إلى تصاعد
مع اقتراب الشتاء، واستمرار أزمة النفايات التي قد تتسبب بكارثة بيئية وصحية، وبالتوازي مع تعنت نظام التحاصص وغرقه في الخلافات البينية لأقطابه، يواجه لبنان احتمالات مفتوحة قد تنذر بتفجيره، بوصفه واحداً من أشد بؤر التوتر الجاهزة للاشتعال.
أشار اعتصام الخميس الماضي 8/10/2015، أمام ساحة رياض الصلح في بيروت، بقرار السلطة السياسية اللبنانية قمع الاحتجاجات التي باتت نقطة جذب لأعداد كبيرة من المتظاهرين. فالاعتصام الذي بدأ منذ الساعة السادسة من يوم الخميس، حاولت الأجهزة الأمنية قمعه سريعاً بخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع وحملة الاعتقالات التي طالت أعداداً كبيرة من الكوادر المشاركة في الحراك، ما دفع المتظاهرين للإصرار على دخول ساحة النجمة التي قطع الطريق إليها بالسواتر الإسمنتية، ليتطور الموقف إلى اشتباكات استمرت حتى وقت متأخر من الليل، وليسقط معها العشرات من المصابين والجرحى. وهو ما أسهم في إصرار المحتجين من حملة «جايي التغيير» على إقامة اعتصام آخر مساء الجمعة 9/10/2015 أمام وزارة الداخلية في منطقة الصنائع ببيروت.
وفي بيان صدر في وقت سابق من يوم الجمعة، أكد قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني أن «إقدام القوى الأمنية بقرار سياسي على استخدام العنف والقمع الوحشي بحق المتظاهرين، وبحق حرية التعبير، هو دليل إفلاس يضاف إلى سجلها في إفلاس البلد وفراغ المؤسسات، واعتماد سياسية الهدر والفساد والمحاصصات التي باتت سمة هذا الطاقم السياسي الذي لم يعد يملك وسيلة لتغطية عجزه، سوى اللجوء إلى القمع وكم الأفواه التي تطالب ببيئة نظيفة ومحاربة الفساد وبالحق في توفير مقومات الحياة بكرامة نحو التغيير»، وأضاف بيان القطاع: «ندين بشدة هذه الممارسات الوحشية، التي تحمل أرباب هذا النظام السياسي- الطائفي كلهم المسؤولية كاملة، ونؤكد على حق التظاهر وحرية التعبير. كما ندعو الشعب اللبناني إلى الالتفاف حول الحراك الشعبي وحمايته، عبر أوسع مشاركة في التحركات الشعبية، والتوجه إلى حيث تدور معركة كرامة الوطن والمواطن، معركة الحريات العامة، إلى ساحات بيروت والمناطق، دفاعاً عن حقهم في الحياة الكريمة والبيئة السليمة وعن حق أولادهم في وطن حر».