مواجهات الداخل: هنا القنبلة..!

مواجهات الداخل: هنا القنبلة..!

على الأغلب، لم يجد فلسطينيو الضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ عام 1967، متسعاً للوقت ليتابعوا «معركة المنابر الدولية» التي جيَّش لها عباس طويلاً، حيث أن معركتهم على الأرض، في وجه آلة العدوان الصهيوني، أشد وطيساً وأكثر ترابطاً مع حقوق الشعب الفلسطيني.

«نابلس منطقة عسكرية مغلقة»! هذا ما خلصت إليه المواجهات العنيفة التي شهدتها عموم القرى والبلدات في القدس والضفة الغربية. حيث أفضت اشتباكات نهاية الأسبوع بين الفلسطينيين المنتفضين على ممارسات العدو الصهيوني، ووحدات شرطة الاحتلال والمستعمرين، إلى إعلان جيش الكيان محيط مدينة نابلس «منطقة عسكرية مغلقة حتى إشعار آخر»، بعد مقتل مستوطنين اثنين، أحدهما ضابط استخبارات احتياط كبير في وحدة «ماتكال»، بالقرب من بلدة بيت فوريك شرق المدينة.

وجاءت عملية نابلس، على خلفية التصعيد الصهيوني الأخير في المسجد الأقصى، وما تلاه من مواجهات عنيفة لا تزال متواصلة للأسبوع الثاني على التوالي، حيث رفع العدو الصهيوني من منسوب المضايقات والتعرض للبلدات والقرى بالمداهمات والاقتحامات والاعتقالات التي طالت العشرات من الشباب الفلسطينيين، فضلاً عن المواجهات المباشرة في أكثر من مكان من الضفة.

وبهذا المشهد، يؤكد المنتفضون ثباتهم على خط المقاومة الشاملة مع العدو الصهيوني. وإن كان التعبير يأتي بمواجهات غالباً ما تخوضها مجموعات غير منظمة بشكل جيد من الشباب الفلسطيني، إلا أنها عابرة للانقسام الفلسطيني المشتق من حجم التبعيات المترسخة لدى معظم الفصائل الفلسطينية.

يبدو الشعب الفلسطيني، وقواه الحية على الأرض، في واد، والفصائل الفلسطينية الرئيسية (إلا ما ندر) في واد آخر تماماً. ففي وقت تزداد فيه حدة الخلاف بين هذه الفصائل، ترتفع الضرورة لدى المنتفضين الفلسطينيين للتوحد حول مشروع وطني عماده الأساسي خيار المقاومة الشاملة ضد عدو فقد منذ زمن بعيد، سطوته و«فرادة» قدراته العسكرية، ليعيش اليوم على ما تبقى له من قوة عطالة تابعة للمرحلة السابقة.