الحراك يعزز مواقعه: «الوسط التجاري» ملك الشعب
مع ترجيح الكفة لصالح تنفيذ المشروع الذي طرحه النائب اللبناني، أكرم شهيب، لحل أزمة النفايات المستعصية في عموم لبنان، يبدو أن الحراك قد انتقل خطوة نحو الأمام، بعد اندلاع «المواجهة الساخنة» بين المحتجين ورئيس «جمعية تجار بيروت»، نقولا شماس، بما يمثله.
لم تكن لتمر كلمات شمَّاس التي هاجم فيها الحراك الشعبي، واصفاً المحتجين بأنهم «دجالون اقتصاديون، وبقايا من الشيوعيين والماركسيين الذين لفظتهم روسيا والصين»، ومحذراً من تحويل «الوسط التجاري إلى أبو رخوصة (سوق شعبي)»، دون ردٍ مناسب من المتظاهرين المتضررين من النهب المصرفي وحكم التجار وأمراء الحرب الأهلية.
وفي رد سريع على كلام شماس، حوَّل المتظاهرون الوسط التجاري للعاصمة بيروت، المكتظ بمصارف وفنادق ومطاعم ضخمة لم تكن متاحة أمام الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني، إلى سوقٍ شعبي سرعان ما تحوَّل إلى نقطة جذب للباعة الجوالين. وذلك قبل أن تبادر حملة «جايي التغيير» إلى تنظيم احتفالٍ شعبي أول أيام عيد الأضحى، جاذبةً في ذلك مئات العائلات التي حُرِم أبنائها سابقاً من الاحتفال في بلدٍ تعلو فيه كلمة المصارف والرأسمال.
عبر هذه الخطوة ومثيلاتها المستقبلية، يرى كثيرون إمكانية كبرى لتحويل الوسط التجاري لمدينة بيروت إلى نقطة تظاهر مستمرة ومركزية، على غرار مشابه لميدان التحرير في القاهرة، إلا أن التعويل الأكبر لضمان استمرارية التحركات لا يزال متوقفاً، بحسب كثيرين، على مدى قدرة الحملات المشاركة في الحراك في توسيع الأخير، ليشمل مناطق وقرى لبنانية عديدة تساهم في زيادة الحشد والضخ في شرايين التحركات المناهضة للنهب.
في موازاة ذلك، كانت حملة «جايي التغيير» قد أصدرت بياناً أكدت فيه أنه «في حين تدعي السلطة (زوراً) أن المتظاهرين يخنقون وسط المدينة، تقوم هي برفع الأسوار والحيطان من كل حدب وصوب، مما يضيق شوارع العاصمة، ويزيد الازدحام ويزعج المواطنين، وكان آخرها (إقامة) حائط قرب (مبنى جريدة) النهار، حائط لن يصمد طويلاً، وسيكون مصيره كمصير حائط السرايا: يلونه الناس ويجعلونه منبراً لعباراتهم وشعاراتهم، فتزيله السلطة المختبئة وراء الأسوار، والخائفة من الناس لأنها تعرف حجم ارتكاباتها».