حراك في القدس.. وعباس «يشترط»
في تأكيد على تصاعد الحركة الرافضة للاحتلال الصهيوني في الداخل الفلسطيني، شهدت مدينة القدس المحتلة يوم الأربعاء 20/5/2015، مواجهاتٍ واشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين وقوات العدو الصهيوني، وذلك بعيد قيامها بقتل أحد السائقين الفلسطينيين تحت حجة «الاشتباه بأنه حاول دهس اثنين من عناصر الشرطة».
كانت المواجهات قد اندلعت في بادئ الأمر داخل حي جبل المكبر- الذي يشهد مظاهرات دورية ومنظمة ضد الاحتلال- بعد قيام قوات العدو باقتحام الحي، ومداهمة منزل السائق الفلسطيني، عمران أبو دهيم. لتنتقل المواجهات في وقتٍ لاحق، إلى حي الطور في القدس، حيث جرت جريمة قتل أبو دهيم.
في موازاة ذلك، كثَّفت قوات العدو من عمليات الاعتقال الجارية بحق الشبان الفلسطينيين في رام الله، حيث وصلت حصيلة الأسبوع الماضي فقط إلى أكثر من 15 شاباً جرى اعتقالهم في بلدات حوارة (نابلس)، وبيت لقيا (جنوب رام الله)، وقلنديا وكفر عقب (شمال القدس)، والخضر (غرب بيت لحم)، وإذنا وبيت عوا (غرب الخليل).
من جهة أخرى، وفي سياق فشل مسار المفاوضات التي تجهد إليها السلطة الفلسطينية، أعلن رئيسها، محمود عباس، أن «العودة إلى المفاوضات لا بد أن تكون، بعد إطلاق سراح الأسرى، ووقف «تل أبيب» نشاطاتها الاستيطانية، وتحديد مرجعيات واضحة خلال فترة لا تتجاوز العام»، مشدداً على أنه «لن تكون هناك خيارات أخرى غير تدويل الصراع»، دون أن يتحدث بكلمة واحدة عن وضع «المقاومة» كأحد الخيارات..!
يجري ذلك في ظل رفض فلسطيني واضح لنهج المماطلة والتفريط بالحقوق المبدئية الذي تعتمده السلطة الفلسطينية، بالتوازي مع استمرار حالة الانقسام الحاصلة بين الفصائل الفلسطينية. غير أن تصاعد الحراك في الداخل الفلسطيني، وإن كان يجري في ظل حالة انشغال إعلامي عام عنه، بات يهدد قوات العدو ووجوده، من جهة، ومن جهةٍ أخرى، قيادات الفصائل التي لم تزل عند تعنتها ورفضها طريق جمع الفلسطينيين حول مشروع سياسي ووطني، عماده الأساسي المقاومة المسلحة التي تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني في استعادة الأرض التي جرى الاستيلاء عليها في ظرفٍ دولي وإقليمي بات ماضياً.