الصين وروسيا: اقتصاد.. ومناورات في المتوسط
في موازاة الضغط الغربي على الاقتصاد الصاعد دولياً، يواصل الجانبان الروسي والصيني تكثيفهما للتعاون الاقتصادي المشترك بينهما. الجديد في هذا التعاون، جاء على لسان السفير الصيني في روسيا، لي هوي، الذي أكد رغبة بلاده في رفع مستوى التجارة الثنائية مع روسيا، لتبلغ 100 مليار دولار خلال عام 2015، بزيادة تقدَّر بـ4.7 مليار دولار عن العام الماضي، ما يسمح بتعزيز التعاون في مجالات أخرى تتصل بالتمويل والطاقة.
وفي مؤتمر صحفي عقده في موسكو يوم الأربعاء الماضي، أكد هوي أن بلاده وروسيا تخططان لرفع حجم التجارة إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020، لافتاً إلى أن «استخدام العملات الوطنية من شأنه أن يساعد على توسيع التجارة، التي تصاعدت فيها التسديدات التجارية باليوان الصيني بين الدولتين إلى أكثر من 800%»، مجدداً تأكيد دولته بأنها «حريصة على مواصلة العمل على خط أنابيب الغاز من سيبيريا إلى شرق الصين»، حيث ستؤمن سيبيريا أكثر من 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الصين خلال 30 عاماً.
من جهته، شدَّد نائب وزير المالية الروسي، أليكسي مويسييف، في المؤتمر ذاته، على أن «نصف التجارة بين روسيا والصين يمكن أن تتم باليوان والروبل، طالما أن الصين تواصل رفع القيود الاقتصادية عن البنوك الروسية».
في سياقٍ آخر، وافق مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، على اتفاقية إنشاء صندوق احتياط نقدي أجنبي لدول «بريكس» بقيمة 100 مليار دولار، على أن تساهم روسيا فيه بمبلغ 18 مليار دولار. يذكر أن هذه الاتفاقية تهدف إلى حماية العملات المحلية لهذه الدول من تبعات تقلبات العملات في الأسواق العالمية.
إلى ذلك، أعلن الجانبان الروسي والصيني عن عزمهما إجراء مناوراتٍ بحريةٍ مشتركة هي الأولى من نوعها في حوض البحر الأبيض المتوسط. حيث أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية يوم الخميس 30/4/2015، أنه «وفقاً لخطط روسيا والصين، فقد قررت القوات المسلحة البحرية لدى الجانبين، إجراء مناوراتٍ عسكريةٍ مشتركة في حوض البحر الأبيض المتوسط، منتصف شهر أيار القادم، تحت اسم بحر التعاون 2015»، مشيراً إلى أن المناورات المُزمع إجراؤها تتضمن تسع سفن حربية من الجانبين، وأن «التدريبات ستشمل، بشكلٍ رئيسي، اختبار عمليات الدفاع في عرض البحر المتوسط، وتجديد احتياطيات السفن، والسفن المرافقة لها، وضمان سلامة النقل البحري».