اليسار الشبابي العربي: العمل لإحياء دور اليسار في عمليات المقاومة

تتعمق أزمة الرأسمالية العالمية التي انفجرت شرارتها في عام 2008 أكثر فأكثر، وإن أهم تجليات هذه الأزمة هو تراجع المراكز الإمبريالية الغريبة التقليدية على الصعيد العالمي سياسياً واقتصادياً، ما أدى إلى صعود أقطاب سياسية واقتصادية رأسمالية أخرى ممثلة بدول البريكس وهو ما أفضى إلى تشكيل توازن دولي جديد. ووجدت المراكز الإمبريالية في ظاهرة الفاشية الجديدة ضرورة لإشعال العديد من مناطق العالم وذلك لتأمين مخرج ما من أزمتها ومنع تبلور ذلك التوازن الذي يفضي إلى عالم متعدد الأقطاب بعد عقدين من سيادة القطب الواحد.

مع دخول الرأسمالية أزمة تحمل كل سمات الأزمة النهائية، انفتح الأفق أمام الشعوب المنهوبة والمفقرة على مستوى العالم عموماً وفي منطقتنا خصوصاً، وأخذت الحركة الشعبية تعبّر عن رفضها للأنظمة السياسية الاقتصادية في بلداننا من خلال نزولها إلى الشارع، والتي سعت الإمبريالية إلى حرفها عن مسارها عبر دفع قوى الفاشية الجديدة إلى الواجهة وتأريض هذا الحراك الشعبي الواسع بأشكال شتى. وعلى ذلك لم يكن من المستغرب دور الكيان الصهيوني الداعم للفاشية في المنطقة والتوسع في حروبه، حيث عبر هذا الكيان بذلك عن أزمته المشتقة من أزمة الإمبريالية العالمية التي فتحت البحث في مصيره الوجودي.
يفرض هذا الواقع على قوى اليسار الجذري، الحقيقية، بما فيها قوى الشباب اليساري العربي بوصفها محركات التغيير وحوامله، صياغة العديد من المهام وعلى رأسها:
- صياغة برنامج مبني على مطالب الجماهير يؤدي إلى التغيير الجذري والشامل الذي تبتغيه الشعوب على كافة المستويات الاقتصادية- الاجتماعية والديمقراطية والوطنية، فالشباب شريحة رئيسية لا تنفصل من حيث المهام عن النضال الوطني والطبقي العام.
- ملاقاة الجماهير الشعبية في حراكها الواسع بالوسائل كافة، والعمل على استقطاب كل الشرائح بما فيها شريحة الشباب التي تشكل الفئة الأكثر حيوية في عملية التغيير.
- العمل على حماية الحركة الشعبية من كل أشكال التدخل الأجنبي.
- ربط المهام الوطنية والديمقراطية مع المهام الاقتصادية الاجتماعية، فقد أثبتت الوقائع أن تجزيء هذه المهام يؤدي إلى ضربها وإفراغها من محتواها.
- الاستمرار في النضال من أجل تحقيق كل المطالب الثورية التي تعبر عن مصالح الطبقات المضطهدة وعدم الاستكانة لما تم تحقيقه من بعض الإنجازات في الموجات الأولى من الحركة الشعبية.
- مواجهة الحركات الفاشية بكل تجلياها وتحديداً مراكز إنتاج هذه الظاهرة المتمثلة بالغرب الإمبريالي والصهيونية العالمية.
- التأكيد على حق الشعوب العربية في المقاومة وتحرير أراضيها المحتلة، واعتبار المقاومة رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني الداعم للفاشية في المنطقة، وضرورة العمل على إحياء دور اليسار في عمليات المقاومة بمختلف أشكالها.
4/3/2015
لجنة المتابعة
 للقاء اليساري الشبابي العربي