ماذا يعني إنهاء الحرب في أوكرانيا
يكثر الحديث مؤخراً عن احتمالات بدء مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وإن كان خروج هذه الأحاديث في هذه اللحظة مسألة متوقعة، تظل بعض تفاصيلها مهمة، وينبغي مراقبتها كونها مفتاحاً لفهم المرحلة اللاحقة.
منذ أن بدأت الحرب الروسية في أوكرانيا، كان من الواضح أن نتائج هذه الحرب ستكون مزلزلة، خصوصاً على المعسكر الغربي، الذي بدا واضحاً أنه يتلقى خسائر ذات طابع استراتيجي، فبالرغم من التكاليف الكبيرة على روسيا، إلا أنّها استطاعت الثبات في أرض المعركة، وإحراز تقدم على أساس الخطة الموضوعة، لكن الأهم من ذلك، أنّها نجحت في كسر الحصار المفروض عليها عبر التوجه شرقاً، ما تحوّل سريعاً إلى كرة ثلج تتدحرج بسرعة، ويتشكّل معها شكل مرحلة جديدة من تاريخ العالم.
وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سعي بلاده للانتهاء من الصراع في أوكرانيا، وذلك بشكلٍ متزامن مع إعلانه أن روسيا قد تستخدم الصاروخ الباليستي الفرط صوتي متوسط المدى، المعروف باسم «أوريشنيك» والذي أضيف إلى قائمة الأسلحة النوعية التي تمتلكها بلاده. وأشار الرئيس الروسي في مناسبة أخرى إلى إعلان رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو نيته تسهيل المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأشار فيكو إلى أن بلاده يمكن أن تكون منصة لبدء المفاوضات، وأشار وزير الخارجية الروسي أيضاً إلى أن فرنسا أرسلت عبر قنوات سرية عدداً من الرسائل التي تعلن فيها استعدادها لإجراء مناقشات «حول المسألة الأوكرانية» من دون مشاركة كييف.
ويمكن إذا ما نظرنا إلى هذه المؤشرات مجتمعة، أن ندرك أن هناك مزاجاً يتصاعد داخل الدول الأوروبية لإنهاء الحرب، والرضوخ فعلياً لشروط موسكو لإنهائها، ويظهر أن هذه المحاولات تجري حتى الآن بأشكال غير مباشرة أو مبهمة، وذلك لما يعنيه ذلك حول طبيعة العلاقة بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة، فهذه الدول تورّطت في هذه الحرب تماماً، كما أراد صقور واشنطن، ودفعت أوروبا ثمناً باهظاً دون أدنى مراعاة لمصالح الشعوب في أوروبا، وإن كنا نتحدث عن اقتراب انتهاء الحرب في أوكرانيا، فنحن في الواقع أمام مرحلة جديدة يُعاد فيها رسم شكل العلاقات بين القارة والولايات المتحدة، وتحديداً إعادة النظر في تلك المؤسسات التي نتجت لتجسد هذه العلاقة على الأرض، وتحديداً حلف شمال الأطلسي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1207