جبهتان لا ثالث لهما: جبهة حرية الوطن ووحدته مقابل جبهة العملاء التقسيمية
تتصاعد يوماً بعد يوم التصريحات الداعية إلى تقسيم العراق «فيدرالياً» على أسس طائفية وإثنية، مقترنةً بلقاءاتٍ مع دعاة تقسيم العراق من مسؤولين أمريكيين وأتراك وخليجيين، والتي توجت في عقد مؤتمر أربيل الذي تساءل عن هدفه، رئيس المكتب المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني قائلاً «مؤتمر مناهضة الارهاب أم مؤتمر مبايعة الإرهاب والتطرف؟!»،
مُصعداً من مستوى خطابه الاحتجاجي ضد الدور المشبوه الذي يقوم به الجناح الراعي لهذا المؤتمر في الحركة القومية الكردية، معلناً أنه قد حان الوقت لأن «أضع النقاط فوق الحروف لكثير من المتناقضات وعلامات الاستفهام التي خلفها انعقاد المؤتمر في وقت كهذا.. إن المتابع لمنهاج المؤتمر والمشاركين فيه وطريقة توزيع الأدوار والكلمات التي ألقيت لا يحتاج إلى فطنة أو ذكاء ليدرك من الوهلة الأولى بأنه افتقر إلى الروح الوطنية، وحمل طابعاً طائفياً مقيتاَ.. وهو ما حدا بكثير من الشخصيات والعشائر الوطنية إلى مقاطعته.. إن البيان الختامي للمؤتمر يفضح غايات ونوايا المؤتمرين، فبينما ينعت البيان قوات الحشد الشعبي بأشد العبارات ويصفها بالطائفية، وتناسى كذلك أو لم تسعفهم الذاكرة بالإشارة ولو بكلمة إلى الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة على الإرهاب، فإنه يدعو أبناء العشائر للانخراط في صفوف قوات الحرس الوطني، التي تحمل طابعاً طائفياً وقد تكون نواة لاستحداث تشكيلات عسكرية، الهدف منها تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة تتقاتل فيما بينها على مدى أجيال. إن انعقاد مؤتمر كهذا في أربيل يحمل طابعاً طائفياً وغايات مبطنة يوسع الهوة بين أبناء العراق، فضلاً عن أنه يضع العلاقة المتوترة أصلاً بين المركز والإقليم التي تحسنت مؤخراً على كف عفريت، ويوسع الهوة الموجودة أصلاً بين الجانبين.. ختاماً يبدو أن الإناء ينضح بما فيه، فكيف بمؤتمر يتزعمه ويديره مطلوبين للعدالة تلطخت أياديهم بدماء الشعب العراقي الصابر بأن يخرج بغير ما خرج به هؤلاء، أولم يكن الأجدر بمنظمي المؤتمر التفكير ملياً بأبناء الشعب العراقي والأمهات الثكالى وذوي شهداء الإرهاب قبل دعوة رموز للإرهاب وداعمين له، وأن يكون عنوان المؤتمر المصالحة ودرء خطر الإرهاب وتمتين الوحدة الوطنية»، وكانت هذه الشخصية ذاتها قد حذرت في مناسبات سابقة القيادة الكردية من تكرار مآساة 1975 نتيجة اعتمادها على دعم شاه إيران وهي تراهن اليوم على أردوغان تركيا.
إن بروز أصوات ذات طابع وطني عراقي شامل في الحركة القومية التحررية الكردية وانضمامها إلى جبهة القوى اليسارية والوطنية الديمقراطية العراقية المتصدية لخطوات تقسيم العراق على يد جبهة العمالة والخيانة من مختلف المكونات العراقية المتاجرة بالشعارات الطائفية والعنصرية، سيسهم في استعادة مسار المعركة الأصل التي قدم فيها الشعب العراقي بكل أطيافه التضحيات رافعاً الراية من جيل إلى جيل ويتساقط حولها الشهداء، راية العراق الحر الديمقراطي وقومياته المتآخية.
لقد دفع اتساع القاعدة الجماهيرية المناهضة للدعوات المشبوهة لإقامة أقاليم البصرة والأنبار وغيرها، بالمرجعيات الدينية وبعض رموز الحكم إلى الاعتراض على هذه الدعوات التفتيتية وحتى إدانتها، كقول حق يراد به باطل «الوقت ليس مناسباً لإقامة الأقاليم رغم أنه حق دستوري!!» متجاهلة حقيقة أن الدستور فُبرك وسلق على عجل من سلطات الاحتلال الأمريكي وخدمها، وهو دستور ملغم بما يزيد عن خمسين مادة مختلف عليها باعتراف مفبركيه واشترط تفعيلها بقوانينن لم يصدر منها على مدى عقد سوى بضعة قوانين.
إن احتدام الصراع بين القطب الإمبريالي الآفل والقطب الروسي– الصيني الصاعد المناهض لمخطط تقسيم العراق وسورية سيعزز موضوعياً من موقع جبهة حرية الوطن ووحدته في مواجهة جبهة العمالة والتفتيت.
*منسق التيار اليساري الوطني العراقي