أراضي الـ48 تنتفض ... نتنياهو يسعى إلى التهجير!
مع استمرار اعتداءات العدو الصهيوني على أهالي القدس والضفة الغربية، خرجت المظاهرات المؤازرة نصرة للقدس في الأراضي المحتلة عام 1948، والتي قابلها العدو الصهيوني بالمزيد من الهمجية.
حيث اغتيل الشاب خير الدين رؤوف حمدان بعد مظاهرات ضمت الآلاف في قرية «كفر كنا» في الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة، وسرعان ما اتسعت المظاهرات وكل أشكال الاحتجاجات لتشمل مدن الناصرة وسخنين وحيفا وأم الفحم وغيرها من المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة.
أمام هذا المشهد المتسارع أصر قادة الاحتلال على دعم القوى الأمنية في مواجهة المظاهرات، فأصدرت قيادة الجبهة الوسطى لجيش الاحتلال «الإسرائيلي» تعليمات جديدة للجنود، يُسمح بموجبها للجنود بإطلاق الرصاص الحي على متظاهرين فلسطينيين يطلقون المفرقعات باتجاه قوات الاحتلال. كما قام وزير الأمن الداخلي «الإسرائيلي»، يتسحاق أهرونوفيتش بإعطاء الضوء الأخضر لعناصره بقمع احتجاجات الفلسطينيين.
بالتوازي مع كل ذلك كان تصريح رئيس وزراء الكيان ضد فلسطيني 48 مشبعاً بالعنصرية، ومحملاً برسالة سياسية خطيرة في الوقت ذاته، حيث قال نتنياهو: «أقول ببساطة لكل من يتظاهرون ويطلقون صيحات الاستنكار ضد إسرائيل ويدعمون إقامة دولة فلسطينية، أنتم مدعوون للانتقال إلى هناك، إلى السلطة الفلسطينية أو إلى غزة». وأضاف خلال اجتماع لأعضاء بالكنيست من حزب ليكود «أعدكم بألا تضع دولة إسرائيل أي عراقيل في طريقكم»!
لا يعتبر هذا التصريح الخطير مجرد ردة فعل على شعب غاضب، بل هو رسالة سياسية تبطن الكثير، فمضمون الرسالة يوحي بأن نتنياهو مع ترحيل عرب الـ48 إلى الدولة الفلسطينية التي أفضى التوازن الدولي الجديد إلى احتمال ظهورها، والتي قد يعترف بها الغرب لمنع الفلسطينيين من المطالبة بالمزيد، ففي ذلك حماية للكيان الصهيوني من احتمال الزوال في ظل متغيرات دولية وإقليمية عديدة.
وعلى ذلك يمكن فهم التصعيد الصهيوني الاستثنائي الأخير تجاه القدس والضفة وأراضي 48 بأنه محاولة استدعاء ردود فعل محددة من فلسطيني عرب 48 لإيجاد مبررات لتهجيرهم من أراضيهم، وبذلك يكون الصهيوني قد مرر مع مشروع «الدولة» الفلسطينية مشروعه الخاص ببقاء الكيان الصهيوني «دولة يهودية» تسمح له بالاستمرار دون منغصات من أهالي فلسطين الأصليين.
يبدو أن المرحلة الحالية والتي تحمل بذور تقدم الشعوب إلى نيل حقوقها ستحمل العديد من المناورات من الأنظمة المهيمنة، فما بالنا وإن كانت القضية الفلسطينية هي محور الصراع في لحظة تلوح في الأفق احتمال زوال الكيان الصهيوني، وعلى ذلك يزداد الوضع حساسية مما يتطلب من القوى الوطنية استنفاراً على كل الجبهات لكشف المخطط الصهيوني ووضع برنامج عمل مقاوم له.