لغز ستالين!
أظهرت الدراسة التي أعدها مركز «كارنيغي إندويمنت» للسلم العالمي، حول شخصية الزعيم الشيوعي «جوزيف ستالين» مؤشرات تناقض ما دأب الغرب على ترويجه حول شخصية ستالين وسياساته.
ترجمة وإعداد: محرر الشؤون الدولية
خلصت الدراسة المنشورة في عام 2013 والمعنونة بـ«لغز ستالين» والتي أعدها المدير المساعد في مركز كارنيغي «توماس دي وول» والتي اعتمدت استطلاعات الرأي في العديد من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق، إلى أن شخصية ستالين لاتزال تحظى بإعجاب واسع، وأن سياسات «اجتثاث الستالينية» التي دعمها الغرب حققت نتائج معاكسة، وفيما يلي عرض لملخص الدراسة ونتائجها:
ملخص الدراسة: ستالين لم يمت بعد!
جوزيف ستالين لم يمت بعد، رغم أنه قد يبدو ذلك. فالزعيم السوفييتي الذي كان مسؤولاً عن موت الملايين خلال ثلاثين عاماً من حكمه، لايزال يتمتع بشكل مقلق بمستويات عالية من الإعجاب لمجموعة من الأسباب. هذه النتائج موضحة في أول مقارنة بين استطلاعات للرأي أجريت حول «الديكتاتور» في دول الاتحاد السوفييتي ما بعد انهياره، كأرمينيا وجورجيا وأذربيجان وروسيا. المسوحات المنظمة بواسطة مركز «كارنيغي إندويمينت» للسلم العالمي في عام 2012 أشارت إلى أن سياسة «اجتثاث الستالينية» لم تنجح في الاتحاد السوفييتي السابق ومواطني دول الاتحاد السوفييتي السابق لم يدركوا تاريخهم بعد.
نتائج استطلاعات الرأي:
زيادة الداعمين!
- في روسيا، زاد الدعم لستالين بشكل حقيقي منذ نهاية الاتحاد السوفييتي.
- هناك ارتباط بين إعادة الاعتبار لستالين في روسيا ورئاسة فلاديمير بوتين.
- هناك نمو في مستويات عدم الاكتراث بستالين خاصة بين الشباب. وهذا واضح بشكل خاص في أذربيجان، حيث 39% من الشباب المستطلعة آراؤهم لا يعرفون حتى من هو ستالين.
- يظهر الجورجيون مستويات عالية ومقلقة من الإعجاب بستالين، فـ 45% منهم يعبرون عن وجهة نظر إيجابية تجاه الزعيم السابق للاتحاد السوفييتي.
- دلت استطلاعات الرأي على حالات «التفكير المزدوج»، فالمستطلعة آراؤهم قالوا إن ستالين كان «قائداً حكيماً» و «مستبداً قاسياً» في آن معاً.
تحليل النتائج: عملية «الاجتثاث» فقد حماستها!
- مواطنو الاتحاد السوفييتي السابق مشوشون. فنتائج استطلاعات الرأي توضح مشاعر الاستقلال والحيرة أكثر من دعم الحكومات الديكتاتورية، وذلك بالنسبة للروس بشكل خاص لقلة النماذج التاريخية.
- لا تزال المطابقة بين ستالين والنصر في الحرب العالمية الثانية تتم بشدة. فذاكرة هزيمة النازية الألمانية لاتزال قوية في البلدان الأربعة المستطلعة، خاصة بالنسبة للمواطنين كبيري السن. ولايزال الإعجاب بستالين كقائد في زمن الحرب حتى قائماً من نفس الأشخاص الذين ينبذون قمعه.
- باتت عملية «اجتثاث الستالينية» في روسيا تفقد حماستها. فكان هناك محاولتان فاترتان لإشراك الناس في السجال حول «جرائم» ستالين، لكن واحدة منها فقط والتي بدأت في حقبة ميخائيل غورباتشوف، نجحت بعض الشيء. ولقد وجد الكرملين في حقبة بوتين أن صورة ستالين فعالة في تصليب سلطاته.
- تفكر الأجيال الجديدة بشكل مختلف. فالعديد من سكان المدن الروسية ضد السوفييت، وأكثر اهتماماً بالذات، وأكثر انتقاداً للتاريخ الروسي. ويخسر ستالين قوة جذبه لهذه الشريحة أو أن هذه الشريحة الاجتماعية باتت ترفضه.
- عملية «اجتثاث الستالينية» في جورجيا لم تمض بعمق. فحملات العداء للسوفييت والستالينية التي أُطلقت من قبل حكومة الرئيس ميخائيل سكاشفيلي كانت واضحة لكنها سطحية، والآراء الكامنة حول الزعيم لاتزال مقبولة. بينما وبالنسبة للجورجيين فستالين هو رمز وطني أكثر من كونه نموذجاً سياسياً.