اليمن واحتمالات المرحلة القادمة
منذ اللجوء الأمريكي- السعودي إلى استخدام ورقة «القاعدة» رداً على التوسع الحوثي في اليمن، انفتح البلد على احتمالات حرب طويلة الأمد بين «الحوثيين والقاعدة»، بما يفضي إلى إطالة أمد الاشتباك، وصولاً إلى إنجاز تقسيم اليمن.
في جديد الأحداث في اليمن، هدَّد القيادي في تنظيم «القاعدة»، مأمون حاتم، عبر تسجيل مصور يوم الثلاثاء الماضي، جماعة «الحوثيين» بنقل المعارك مع مقاتلي التنظيم إلى محافظة صعدة شمالي اليمن، والتي تعد المركز الرئيسي لنفوذ جماعة «الحوثيين». حيث قال حاتم: «في حال بدأت المعركة مع جماعة الحوثي فإنها لن تتوقف إلا في صعدة» وطلب من الجميع: «الاستعداد بالسلاح وترتيب عملية التواصل بينهم»، مستبعداً إجراء أي مفاوضات مع الحوثيين.
«القاعدة» تواصل الضغط..
لا تزال الاشتباكات متصاعدة بين القوتين العسكريتين، «أنصار الله وأنصار الشريعة»، حيث يحاول مقاتلو كل تنظيم التقدم باتجاه عمق مناطق الطرف الآخر. ففيما حاولت جماعة «الحوثيين» التقدم نحو منطقة قيفة بمحافظة البيضاء، والتي باتت معقلاً لمقاتلي «القاعدة»، سعى مقاتلو الأخيرة إلى تعكير تقدم الحوثيين في عدة مناطق من اليمن، إذ لحق بالحوثيين خسائر كبيرة جراء معركة قلعة رداع. فضلاً عن تقدم «القاعدة» في منطقة العدين بمحافظة إب والتي كان للحوثيين أن تقدموا فيها خلال الأسبوعين الماضيين.
ومع استمرار العنف في اليمن، يدخل اليمنيون في متاهة البحث عن حلول كفيلة بالتخلص من حالة الكر والفر الجارية على أرضهم بالمعنى العسكري، في ظل ارتفاع منسوب الحديث عن عدة سيناريوهات من الممكن أن يشهدها اليمن في القريب العاجل.
ثلاث سيناريوهات.. والتقسيم أقرب
يجري الحديث اليوم في الداخل اليمني عن ثلاثة سيناريوهات من الممكن أن يترسخ أحدها ليتحول إلى واقع سياسي في اليمن. أولها هو انتصار أحد طرفي الصراع (الحوثيين-القاعدة) بما يفضي إلى سيطرته على اليمن. ويبدو هذا السيناريو بعيد التحقق لما فيه من تناسٍ لحقيقة خضوع المعركة العسكرية إلى معركة سياسية أكبر منها يحكمها الميزان الدولي واتجاهاته الجديدة.
أما السيناريو الثاني فيتجسد بإعطاء الإدارة الأمريكية أمر التحرك لخلايا «داعش» النائمة في اليمن، وصولاً إلى السيطرة على كامل البلد، مما يسهل الرسمة الجديدة المطلوبة أمريكياً للمنطقة والتي لن تستثني السعودية من حساباتها. غير أن حركة كهذه لا يمكن أن تتم من دون الأخذ بالحسبان ردة الفعل الإيرانية عليها، والتي من المحتمل أن يكون تغيير إحداثيات الصراع في البحرين إحدى منطلقاتها.
أما السيناريو الثالث المتداول في اليمن، فيتمحور حول إعادة إنعاش مشاريع تقسيم البلد، بما يتوافق مع حجم القوى العسكرية الموجودة فيها وولاءاتها الإقليمية. وفي الواقع، يرتفع صوت الحراك الجنوبي بهذا الاتجاه، حيث أمهل انفصاليون جنوبيون يريدون الانفصال عن الشمال الحكومة لإجلاء جنودها وموظفيها في موعد غايته 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، وطلب الحراك الجنوبي من الشركات الأجنبية المنتجة للنفط والغاز في الجنوب وقف صادراتها على الفور.