«الحوثيون» على حدود السعودية... و «داعش» في اليمن!

«الحوثيون» على حدود السعودية... و «داعش» في اليمن!

شهد اليمن خلال الأسبوع الفائت تطورات سريعة، ففي وقتٍ تقدم فيه «الحوثيون» في مناطق جنوب وشمال البلاد، كانت جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم «القاعدة» ترد عبر سلسلة من الاختراقات في البلاد. فيما كان التطور الأبرز متمثلاً بدخول «داعش» على الخط!

وسَّعت جماعة «الحوثيين/ أنصار الله»، منذ صباح الخميس الفائت، نطاق سيطرتها على عدة مناطق ومحافظات يمنية. فبعد اقتحامهم للقاعدة البحرية والميناء في مدينة الحديدة، والسيطرة على منطقة العدين وكامل محافظة إب وذمار، تمكن «الحوثيون» من التقدم نحو مدينة حرض في محافظة حجة، ليسيطروا بذلك على معبر حرض على الحدود اليمنية السعودية.
معارك اليمن المقبلة: «أنصار الشريعة/ أنصار الله»
في مقابل هذا التقدم، انسحب مقاتلو تنظيم «أنصار الشريعة» التابع لـ «القاعدة» من منطقة العدين، وسط توقعات باتساع رقعة المعارك في كامل البلاد. ليكون الفصل الجديد للأحداث في اليمن متمثلاً بمعركة طويلة الأمد بين «الحوثيين/ القاعدة»، معركة تريدها أمريكا وتجهز لها السعودية رداً على سقوط المبادرة الخليجية الأمريكية في اليمن. ومع تقدم الحوثيين في اليمن، استشعرت السعودية تقدماً إيرانياً على حدودها الجنوبية، مما يجعل السعودية مضطرة إلى دعم الفرع اليمني من «القاعدة» بسرعة كبيرة، تتناسب مع سرعة السيطرة «الحوثية» على مناطق شمال اليمن.
هنا لا تجد السعودية متسعاً للوقت، حيث يقوم اللاعب الإيراني بالتقدم في أماكن يدرك جيداً مدى تأثيرها السلبي على السعودية. السيطرة على الميناء البحري في الحديدة يفتح «للحوثيين» إمكانية الاستفادة من البحر الأحمر، وإمكانية تهديد الأراضي السعودية انطلاقاً من البحر الأحمر، وهو الموضوع الذي فردت الصحف السعودية مساحات واسعة على صفحاتها لشرح تأثيراته السلبية على السعودية. كما جاء خبر سيطرة الجماعة على معبر حرض ليضاعف من سرعة اتخاذ القرار السعودي بدعم «القاعدة» في اليمن، حيث تزامنت الحركة السريعة لمقاتلي التنظيم مع سرعة الاستشعار السعودي بالخطر.
«داعش» في اليمن.. هل تفعلها أمريكا؟
مخطئٌ من يحاكم مستجدات الأوضاع اليمنية انطلاقاً من تفصيل الحدث اليمني. حيث تتفاعل مستجدات الوضع الدولي والإقليمي لتنعكس على الداخل اليمني. حتى تقدم «الحوثيون» في اليمن كان قد أرجعه البعض إلى ردٍ إيراني على تقدم «داعش» باتجاه مناطق شرق العراق. وكذلك فقد جاء الدعم السعودي للفرع اليمني من «القاعدة» بمثابة رد على تقدم «الحوثيين» في مناطق حيوية يمنية تهدد السعودية.
غير أن الحدث الأبرز من بين كل المستجدات في اليمن، تجسَّد في خروج جماعة «أنصار الدولة الإسلامية» لأول مرة في اليمن. التنظيم الجديد الذي ظهر منتصف الأسبوع الفائت كان قد أعلن ولاءه لتنظيم «الدولة الإسلامية»، ورفضه «لما يتعرض له إخواننا في الدولة الإسلامية من ضرباتٍ تشنها التحالفات الدولية على أراضيه». جاء هذا الظهور متزامناً مع سلسلة تصريحات خرجت بها تنظيمات جديدة لتعلن ولاءها «للدولة الإسلامية» في كلٍّ من باكستان وأفغانستان والجزائر.. وليتناسب مع طريقة العمل الأمريكية الآخذة بالبحث عن ذرائع تمكنها من توسيع الحريق في العالم.
وفي خصوصية الوضع اليمني، من المرجح أن يكون لظهور «داعش» في اليمن أسباب تتعلق بالرغبة الأمريكية في التدخل ضد النفوذ الإيراني في اليمن متى صارت الحاجة إلى ذلك أمراً ضرورياً، وبما يضمن لأمريكا قدرةً أكبر لتمرير الرسمة الجديدة للمنطقة ككل. ليبقى اليمن خلال الفترة القادمة نقطة اشتباك «سعودي- إيراني» مع دخول العامل الأمريكي كمؤثر فاعل في نتيجة الصراع الجاري في اليمن.