أزمة الطائرة الماليزية: اتَّهِموا بوتين!
«هذه المأساة يجب أن تدق جرس الإنذار في أوروبا من الخطر الذي يمثله بوتين» هذا ما جاء على لسان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون.
ما إن بدأت تتوارد الأخبار عن سقوط الطائرة الماليزية عند الحدود الأوكرانية، حتى بدأت المكنة الإعلامية الأمريكية وتابعتها الأوروبية بتوجيه الاتهامات لروسيا، وتحديداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
المفارقات في التهم الجاهزة
في ظهيرة يوم 17 تموز 2014، اختفت الطائرة الماليزية فوق الحدود الشرقية لأوكرانيا، لتعلن السلطات الأوكرانية بعدها بعشر دقائق إسقاط الطائرة بصاروخ أرض جو من نوع «بوك BUK».
مباشرة اتجهت أصابع الاتهام إلى سكان شرق أوكرانيا الذين يخوضون معارك مع سلطة كييف الفاشية منذ أكثر من شهرين، حيث اعتبرت السطات الغربية والأمريكية أن «المتمردين التابعين لروسيا» هم من قاموا بإسقاط الطائرة، معتبرين ذلك مثالاً على الخطر الذي يمثلونه على «الديموقراطية الغربية والسلام العالمي».. ومحملين المسؤولية بالتالي لروسيا.
المفارقات تبدأ من سرعة إعلان السلطات الأوكرانية لنوع الصاروخ الذي أسقطت به الطائرة، منظومة «بوك»، حيث لم يكن قد مضى سوى بضع دقائق حتى جاء ذلك الإعلان على لسان مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون غيراتشنكو، الذي كتب على حسابه الشخصي: «وحدة من منظومة الدفاع الجوي بوكBUK قامت بإسقاط الطائرة المدنية الماليزية»، التصريح جاء قبل البدء بأي تحقيق، ومباشرة بعد إسقاط الطائرة.
ووفق المدعي العام الأوكراني، فيتالي ياريما، فإن المسلحين في الشرق لم يحوزوا أية منظومة دفاع جوي، بوك أو غيرها، وقد أكّد أن مسؤولين في جيش الأوكراني قد أبلغوا الرئيس الأوكراني بأن الجيش قد استعاد كل وحدات الدفاع الجوي، وأن المسلحين لم يستحوذوا على أي من قطع الدفاع الجوي الأوكراني بعد سيطرتهم على المنطقة.
سكان الشرق لم يفعلوها
الجدير بالذكر أن سكان المنطقة الشرقية، دونستك، كانوا قد نجحوا بإسقاط العديد من الطائرات الحربية الأوكرانية والمروحيات العسكرية التي كانت على علو أقل بكثير من 20 ألف قدم (حوالي 6 كيلومتر) باستخدام الصواريخ المضادة للطيران المحمولة على الكتف، في حين أن الطائرة الماليزية، وحسب التصريحات الرسمية الأوكرانية ولاحقاً تصريحات شركة الطيران، كانت تطير على علو لا يقل عن 33 ألف قدم (أكثر من 10 كيلومتر)، وهي في مدى منظومة الدفاع الجوي «بوك BUK» التي لا يمتلكها مسلحو المناطق الشرقية.
تستمر المفارقات بإعلان مسؤول مكتب الملاحة الإسباني في مطار كييف بأوكرانيا بأن مسار طيران الطائرة الماليزية تغير بشكل مفاجئ، تجاه المنطقة المصنّفة «منطقة حرب» وممنوع الطيران فيها، ويكمل بأن طائرات حربية من الطيران الأوكراني رافقت الطائرة المدنية مدة ثلاث دقائق قبل إسقاطها. والجدير بالذكر أن وجود الطائرات الحربية تم تأكيده من شهود عيان قبل انتشار تصريح مسؤول مكتب الملاحة الإسباني. ويضيف:«لحظة اختفاء الطائرة عن الرادار في المطار، أعلن الجيش الأوكراني إسقاطها بصاروخ أرض- جو، كيف أمكنهم ذلك بتلك السرعة؟!».