فلسطين على عتبات انتفاضة ثالثة

فلسطين على عتبات انتفاضة ثالثة

تأخذ المواجهات العنيفة التي شهدتها عدة مدن في فلسطين المحتلة بالتوسع لتطال مدناً جديدة. المشهد في القدس وغزة وباقي المدن الفلسطينية يوحي ببوادر انتفاضة فلسطينية ثالثة في وجه قوات الاحتلال الصهيوني.

ما إن عثر على جثة الشهيد الفتى، محمد أبو خضير، الذي خطفته قوات الاحتلال الصهيوني قبل أن تقتله وتمثل بجثته، حتى انتفض أبناء بلدته (شعفاط) شمال القدس المحتلة. البلدة التي شهدت مواجهات عنيفة ضد قوات الاحتلال، كان شبانها قد لجأوا إلى الإطارات المشتعلة والحجارة والزجاجات الحارقة، بالإضافة إلى الألعاب النارية التي استخدمها شبان شعفاط الذين حاصروا جنود الاحتلال شمال المدينة، قبل أن يجبروا جيش العدو على الانسحاب من كامل البلدة.

وكانت المواجهات قد توسعت لتشمل عدة أحياء في مدينة القدس، ففيما استطاع المنتفضون إحراق جيب عسكري للعدو في بلدة عناتا، تمكن سكان بلدة بيت حنينا من التصدي لمحاولة ثلاثة من مستوطني «بيسجات زئيف» خطف أحد الفتية الفلسطينيين، قبل أن تتصاعد المواجهات في عموم البلدة. وبينما نجح الشبان الفلسطينيون في إحراق البرج العسكري الصهيوني في بلدة قلنديا، خاضت بلدات سلوان والعيساوية وباب حطة ورأس العمود مواجهات مشابهة.

وفي داخل أراضي الثمانية والأربعين، تظاهر الشباب الفلسطيني في عدة نقاط، كان أبرزها مظاهرة دوار الساعة في مدينة يافا، بالإضافة إلى مظاهرات جرت في أكثر من منطقة داخل مدينة حيفا.

في موازاة ذلك، أصيب 12 فلسطينياً جراء سلسلة غاراتٍ نفذتها طائرات الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة. واستهدفت نحو 15 غارةً ليلة أمس وفجر اليوم مناطق سكنية وبئراً للمياه يغذي نحو 20 ألف نسمة. في مقابل إطلاق فصائل المقاومة عدداً من الصواريخ على مستوطنات محيطة بقطاع غزة. وسقطت إحدى القذائف الصاروخية على المنطقة الصناعية في «سديروت»، وخلفت أضراراً مادية دون وقوع إصابات.

هذا، وأعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، خلال مؤتمر صحفي أجراه في غزة الخميس 3/7/2014 أن: «أي خطوة حمقاء يخطوها الاحتلال ستكون المستوطنات في مرمى الصواريخ وسنستهدف بالصواريخ أهدافا جديدة». وأضاف أن كتائب القسام لن تسمح لأحد أن يطلب منها أو يأمرها بضبط النفس مع الاحتلال، وأنها ستعمل بكل الإمكانيات لحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات، وأكد أبو عبيدة «إذا كان الاحتلال يبحث عن التنسيق الأمني فليذهب لغيرنا... نعيش حالة حرب حقيقية يخوضها المحتل ضد أهلنا وشعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وتزداد الهجمة بأشكال بشعة وكان آخرها اختطاف وقتل وحرق أبو خضير».