نتنياهو بين المقاطعة  والتزييف والصمت العربي

نتنياهو بين المقاطعة والتزييف والصمت العربي

تعرضت ناشطة أميركية يهودية للضرب من جانب أعضاء في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) قبل أن تعتقلها الشرطة لأنها قاطعت خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس يوم الثلاثاء، 24/5/2011.

وقد نقلت الناشطة رائي أبيليا، البالغة من العمر 28 عاماً، إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية وهي تعاني من إصابات بعد أن انهال عليها أعضاء من أيباك بالضرب وطرحوها أرضاً ثم اقتادتها الشرطة إلى خارج القاعة، ليجري بعد خروجها من المشفى اعتقالها لساعات عدة حيث وجهت إليها تهمة تعطيل جلسة للكونغرس.

وقالت أبيليا لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني الأربعاء إنه عندما بدأ نتنياهو يتحدث عن «إسرائيل» والديمقراطية نهضت للحديث ضد ممارساتها غير الديمقراطية وصرخت «كفى الاحتلال. أوقفوا جرائم الحرب الإسرائيلية» ودعت إلى منح الفلسطينيين حقوقا متساوية.

وانتقدت هذه الناشطة السياسة الإسرائيلية وقالت إن بيبي (أي نتنياهو) قال إن حدود عام 1967 ليست قابلة للحماية وأنا أقول إن الاحتلال والجوع في غزة ليسا قابلين للحماية.

وقالت إنها زارت غزة قبل سنة ونصف وشاهدت الدمار الهائل الناجم عن عملية «الرصاص المصبوب» العسكرية التي تم شنها بمساعدة أسلحة أميركية أعطيت هدية لإسرائيل على حساب دافع الضرائب في الولايات المتحدة، موضحة أنه بعد زيارتها لغزة قررت أن تكرس حياتها في أنشطة حركات الاحتجاج ضد جرائم الحرب الإسرائيلية.

وأكدت أبيليا أنها تنشط ضد أيباك أيضا لأنها لوبي يُسكت الرأي الآخر، وقالت إنه تجب ممارسة ضغط اقتصادي على «إسرائيل» وملاحقة زعمائها.

وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو طالب في خطابه أمام الكونغرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقبول بإسرائيل دولة يهودية، مؤكداً وسط تصفيق حار جدا أن القدس ستبقى العاصمة الموحدة لإسرائيل، وأن قضية اللاجئين الفلسطينيين يجب أن تحل خارج حدود «إسرائيل».

وزعم نتنياهو بحضور جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي أنه مستعد لتقديم ما وصفه بتنازلات مؤلمة تضمن «التخلي عن أراض توراتية عزيزة على اليهود»، من أجل تحقيق سلام دائم يقوم على الأمن، مطلباً عباس بالقيام بالمثل. 

كما طالبه بتمزيق اتفاقه مع حركة حماس التي اعتبر أنها ليست شريكاً في السلام، مشيراً إلى أن الكيان «سيكون أول من يعترف بالدولة الفلسطينية المقبلة» التي قال إنها يجب أن تكون منزوعة السلاح.

وجدد نتنياهو حول رؤيته للسلام رفضه العودة إلى حدود 1967 بدعوى أنه لا يمكن الدفاع عنها، وهو الموقف الذي كان قد أعلنه أمام الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأمام اللجنة الأميركية لشؤون إسرائيل العامة (إيباك)، موضحاً أن «وضع المستوطنات سيتقرر من خلال المفاوضات».

وكما ردد كالببغاء من بعده الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اعتبر رئيس حكومة الاحتلال أن المحاولة الفلسطينية لفرض تسوية من خلال الأمم المتحدة لن تجلب السلام ودعا إلى معارضتها بقوة.

وأردف «إسرائيل ليست مثل بقية دول الشرق الأوسط إنها مكرمة المنطقة»(!!) «لسنا بحاجة لقوات أمريكية لأن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها»، في إشارة إلى دول بالمنطقة تستنجد بالتدخل الأمريكي لحمايتها.

كما خصص مجرم الحرب الصهيوني حيزا من خطابه للحديث عن إيران التي اعتبر أنه في حال حصولها على السلاح النووي فسيكون ذلك بمثابة كابوس على المنطقة والعالم بأسره، مخاطباً الأمريكيين قائلا «سيشهد التاريخ للولايات المتحدة لفرضها أقسى العقوبات على طهران».

وأيضاً وسط تصفيق حار جداً، قال نتياهو بصفاقة «لسنا محتلين للآخرين، فالشعب اليهودي يعيش على أرضه التاريخية»...!