صحف أمريكية تتحدث عن «بداية» أزمة في السودان
حذرت «واشنطن بوست» بافتتاحيتها ليوم الأربعاء 25/5/2011 من حدوث أزمة بالسودان، وقالت إن ما وصفته بالميلاد السلمي لدولة جديدة في الجنوب- الذي كان قصة نجاح دبلوماسي لإدارة الرئيس أوباما والأمم المتحدة-(!!) «أصبح فجأة في خطر بعدما اقتحمت قوات النظام الحاكم في الشمال منطقة أبيي المتنازع عليها بين الجانبين».
واعترفت الصحيفة بأن هذا النزاع على الأرض الخصبة والمنتجة للنفط كان يُعتبر دائما الطريقة الأكثر ترجيحاً لأن يتحول تقسيم السودان إلى عنف. ولكنها أردفت ذلك بأن السؤال الآن هو ما إذا كانت إدارة أوباما، «التي قادت دبلوماسية دولية في جنوب السودان، تستطيع ممارسة ضغط كاف على الرئيس البشير لإنهاء النزاع قبل أن يسوء»...! وكأن واشنطن خارج قوس من توتير الوضع أصلاً في السودان وصولاً إلى تقسيمه، على خلفية الصراع الأهلي وتشبث البشير بالسلطة..!؟
وقالت الصحيفة إن الرئيس السوداني لم يتحرك بدون استثارة. فقد كمنت قوات جنوبية الأسبوع الماضي لقافلة دولية وقوات شمالية كانت مغادرة لأبيي، و«اغتنم البشير الفرصة للقيام بعمل أكثر استثارة وهو الاستيلاء الأرض التي كانت واحدة من أكثر القضايا المثيرة للنزاع بين الشمال والجنوب».
وكان هناك استفتاء حول مستقبل المنطقة مقرر عقده في كانون الثاني، في نفس اليوم الذي صوت فيه الجنوب للاستقلال، لكن الاستفتاء لم يتم بسبب النزاعات حول من سيصوت.
وزعمت «واشنطن بوست» أن «مما يُحسب لإدارة أوباما هو أنها استجابت بسرعة للأزمة بالمساعدة في صياغة بيان مجلس الأمن مؤخراً الذي طالب بانسحاب فوري لكل العناصر العسكرية من أبيي بينما لام الجانبين على العنف».
وفي 23 من الجاري قال مبعوث الإدارة الأميركية الخاص للسودان برينستون ليمان إن الخطوات التي وعدت بها واشنطن البشير مقابل التعاون مع الجنوب، بما في ذلك المساعدة في تخفيف عبء الديون وتعيين سفير للخرطوم، لن تتقدم إلى الأمام إذا لم يتم التفاوض بشأن أبيي «بدلاً من احتلالها»، وكأن هذه المنطقة التي لم تحسم تبعيتها للجنوب لا تقع ضمن حدود السودان..!
وقالت أيضاً إن تلك هي الرسالة الصحيحة. ولكن يجب على الإدارة الأميركية أيضا أن تتحرك لكبح جماح حكومة جنوب السودان من الرد عسكرياً وحث الدول العربية والصين- الشريك الاقتصادي الرئيسي لشمال السودان- لاستخدام نفوذها على البشير. وقالت إنه ليس هناك أحد، باستثناء البشير، له مصلحة في عرقلة تحرك جنوب السودان نحو الاستقلال، ناهيك عن حرب أخرى بأفريقيا.