لماذا أجل آلان جوبيه زيارته للأراضي الفلسطينية و«إسرائيل»؟
يبدو أن ما قاله وزير الدفاع الفرنسي الأسبق في حكومة نيكولا ساركوزي الأولى (هيرفي موران) في كتابه الذي نزلت أولى نسخه (مؤخراً)، وتحدث فيه عن ساركوزي الذي يتخذ المواقف السياسية ارتجالاً، يبدو هذا الكلام صحيحاً وينطبق على ساركوزي ووزير خارجيته (آلان جوبيه). فالقرار بذهاب وزير الخارجية الفرنسية إلى الأراضي المحتلة و«إسرائيل» اتخذ في زحمة الاندفاع الفرنسي في ليبيا وسورية دون الاستناد لأية معطيات ووزن حقيقي، اللهم الظهور أمام الرأي العام الفرنسي والعالمي بمظهر الذي يتحرك في كل مكان.
غير أن ساعة الحقيقة عندما تدق تظهر العيوب والعورات، وهذا ما حصل تماماً عندما حانت ساعة الرحلة الشرق أوسطية لوزير الخارجية الفرنسي، لتعلن الوزارة تأجيل الزيارة. غير أن مشروعها لم يزل قيد التحضير.
لماذا تراجع ساركوزي وجوبيه عن الزيارة؟
يتردد في الأوساط السياسية الفرنسية أن الزيارة المؤجلة كانت في حكم الملغية منذ نهار الثلاثاء الماضي العاشر من هذا الشهر. وترجع هذه الأوساط هذا الإلغاء إلى الاجتماع الثلاثي في قصر الإليزيه والذي ضم كلاً من الرئيس الفرنسي (نيكولاي ساركوزي) ورئيس الوزراء وزير خارجية قطر (حمد بن جاسم آل ثاني) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، حيث عجز الوزير القطري والرئيس الفرنسي عن إقناع نتنياهو بقبول مشروع سلام يقوم على إنشاء دولة فلسطينية بشكل سريع، على أن يتم كل شيء قبل نهاية صيف 2011. وتقول هذه الأوساط إن حمد بن جاسم شرح لنتنياهو محاسن «الربيع العربي» على أمن إسرائيل «خصوصاً وأن إيران اليوم تبدو في حالة دفاعية بعد التدخل العسكري السعودي في البحرين، وبعد بدء عملية تغيير النظام في سورية على الطريقة المصرية والتونسية، وهذا ما سوف يضعف حزب الله وإيران ويصب في مصلحة أمن إسرائيل».
كما ردد الرئيس الفرنسي على مسامع نتنياهو أن الديمقراطية في العالم العربي سوف تسعى للسلام مع «إسرائيل»، «غير أن الناس لا بد أنهم سيسألون عن الدولة الفلسطينية لذلك يجب الإسراع وعدم التأجيل لأن الوقت ملح والدول الأوروبية سوف تعترف بدولة فلسطينية أواخر الصيف الحالي».
«لم يقدم نتنياهو أي تنازل لحمد وساركوزي»، تقول الأوساط الفرنسية، لذلك تقرر من يومها إلغاء زيارة جوبيه بانتظار نتائج زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية لواشنطن في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
غير أن الإعلان عن التأجيل جاء عشية موعد الزيارة لإبعاد الأنظار عن الاجتماع الثلاثي الذي كانت تحدثت عن حصوله أسبوعية (لوكانار أشينيه) دون أن تقدم أية تفاصيل عن محتواه.
وتضيف الأوساط أن نتنياهو عرض حزمة من بنود قال إنها شروط الحد الأدنى لأي قبول بدولة فلسطينية، وهذه الحزمة هي التي سوف يحملها رئيس حكومة «إسرائيل» إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في زيارته إلى واشنطن نهاية هذا الأسبوع، وهي تتضمن خمسة بنود ذكرها موقع يهود فرنسا (جويف.اورغ).
وكان الموقع اليهودي الفرنسي المذكور، والمقرب من الليكود الإسرائيلي، قد نشر حزمة قال إنها الشروط التي يحملها نتنياهو معه إلى أوباما وهي تمثل شروط الحد الأدنى وغير القابلة للتغيير، من أجل الوصول إلى فلسطين مقسّمة. وقد عدد الموقع خمس نقاط هي التالية:
أ: اعتراف العالم الإسلامي اعترافاً تاماً ومسلماً به بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي.
ب: رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الدولة اليهودية.
ج: مراقبة عسكرية إسرائيلية وليس دولية لحدود هذه الدولة.
د: لا تكون دولة فلسطين المعلنة خالية من اليهود.
ه: إعلان انتهاء الصراع وانتهاء كل المطالب الأخرى...!!!
■ عن موقع «المنار»