«C.I.A» في أوكرانيا... استشارات لقمع الاحتجاجات!
تشهد الأزمة الأوكرانية، في الأيام الأخيرة، تصعيداً في مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة, مع ثبات في المواقف الروسية الساعية إلى تنحية البلاد عن «خطر الحرب الأهلية» الذي حذر منه وزير خارجيتها، سيرغي لافروف.
برينان.. وجولات العبث في كييف!
في إطار المقارنة بين تصريحات المراكز الغربية وروسيا من جهة, وما يحصل في أوكرانيا على الأرض من جهة أخرى, تثبت وجهة النظر الروسية في رؤيتها لحل الأزمة جدواها، في الوقت الذي تتخبط فيه الإدارة الأمريكية الساعية إلى تحصيل نتائج أفضل خروج ممكن من المحيط الغربي لروسيا، مستخدمة في ذلك هيستيريا الجناح «الحربجي» في أمريكا, هذا ما ظهر في الأجواء المتوترة بين جون ماكين، أحد أبرز ممثلي التيار الفاشي الجديد، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في جلسة الكونغرس الأسبوع الفائت, والذي استُكمل بوصول رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية «جون برينان» إلى العاصمة كييف تحت اسم مستعار, قبل أن يُعلن المتحدث باسم البيت الأبيض عن الزيارة رسمياً...
عملياً، تأتي زيارة «برينان» إلى كييف في إطار تقديم الاستشارات الأمنية للسلطة الانقلابية المدعومة غربياً, وتحديداً فيما يخص الوضع المتدهور في شرق وجنوب البلاد التي تشهد احتجاجات شعبية واسعة، شملت ثماني مدن على الأقل, منها «دونيتسك» و«سلافيانسك», حيث تتركز مطالب المحتجين على إجراء استفتاءات تمنح الأقاليم الشرقية نظام حكم فيدرالي يتبع للمركز في كييف.
فِرق الموت لترسيخ أزمة أوكرانيا
كشف دبلوماسي روسي في كييف عن وصول «300» موظف يعملون في شركات أمن خاصة إلى هناك, وأضاف هذا الدبلوماسي قائلًا: «هؤلاء جنود لديهم سابق خبرات في العمليات القتالية. وعمل معظمهم من قبل بموجب عقود خاصة في العراق, وأفغانستان وبلدان أخرى, ومعظمهم جاء من الولايات المتحدة».
لتتقاطع هذه التصريحات مع بعض التقارير الصحفية الغربية, بالتزامن مع عرض مقاطع فيديو رُفعت على «اليوتيوب» تظهر مسلحين بدون شارات يجوبون شوارع «دونيتسك»، في إشارة إلى تنبؤات سابقة بدأت تظهر علناً, تؤكد وصول مرتزقة من «فِرق الموت» لدعم السلطة في كييف ضد المحتجين شرق البلاد. ومن المرجح أن تكون المرتزقة المستقدمة إلى أوكرانيا تابعة لشركة «بلاك ووتر»، المرتبطة مباشرةً بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
هذه الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة، بتسهيلات من حكومة كييف، من الممكن أن تدفع البلاد إلى أتون حرب أهلية، في إطار منهج توسيع خارطة الحريق عالمياً, لكنها من الممكن أن تحمل أسباب الخروج الأخير للأمريكان سياسياً من أوكرانيا، بسبب فجاجة السياسات المتبعة فيما لو استمر مخطط الإحراق على الحدود الأوكرانية الروسية.