أحداث 11 أيلول.. الحقيقة ستحرر أميركا
فرانك موراليس فرانك موراليس

أحداث 11 أيلول.. الحقيقة ستحرر أميركا

إن التدهور الاقتصادي – الاجتماعي الذي يعاني منه معظم الأمريكيين اليوم بصورة عامة ، يفتح - باعتقادي - الباب واسعاً أمام إدراكٍ أوسع لحقيقة ما جرى في 11 أيلول 2001 . ذلك أن أحداث أيلول تساعد اليوم في شرحأسباب الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية الحالية بما تتضمنه من : نقل هائل للثروة وتحويلها بعيداً عن احتياجات الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي نحو جيوب صناع الحروب والأسلحة ، وخزائن الأقلية الحاكمة بالإضافـةلطبقـة الأغنيـاء التـي تعـرف     بـ( طبقة ال 1% ).

لقد سعيت جاهداً للتأكيد على أن جرائم الحادي عشر من أيلول كانت من تدبير ( الإرهاب المحلي) الذي يعمل تحت غطاء البنتاغون، حيث يمكن النظر بوضوح إلى هذا المخطط على أنه عملية عسكرية أمريكية تم الإعداد لهامن عناصر في البنتاغون وبعض أقسام الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع واضعي السياسات المفصلية في الحكومة وبعض رموز الإعلام وذلك عبر استخدام عناصر أجنبية.

ستقدّر حركة السلام عاجلاً وليس آجلاً أن صناعة الحروب الدائمة والتي اعتمدت في تبرير استمرارها على أحداث الحادي عشر من أيلول سيتم إيقافها والتراجع عنها كنتيجة لكشف حقيقة الأحداث ذاتها ، وعلاوةً على ذلك فقدأدت تلك الأحداث إلى نشوء الدولة ( البوليسية ) الأمريكية الحديثة تنفيذاً لتوجيهات مشروع الهيمنة العالمية الكبرى الذي تقوده مؤسسة البنتاغون ، والذي تم على إثره استهداف وانتهاك العديد من الحقوق المدنية للمواطنينالأمريكيين الأمر الذي أدى لتراجع كبير في القوانين التي تتعلق بهذا الموضوع والتي استغرق الوصول إليها قروناً طويلة.

وقد أصبح من الضروري في هذا الوقت التأكيد على أن محاولة إدراج أحكام توقيف المواطنين في الآونة الأخيرة ضمن تشريعات قانون ( تفويض الدفاع الوطني ) ، يتم الترويج لها من أجهزة الاستخبارات ذاتها التي تتحملمسؤولية إسقاط برجي التجارة العالميين في 2001 وأعتقد أن الوصول لهذه القناعة هو أمر مهم للأمريكيين.

وأنا اتفق مع الدكتور غريفين حول ما ذكره عن وجود عوائق عاطفية ونفسية تحول دون تمكن قطاعات واسعة من الشعب الأمريكي من القدرة على استيعاب الحقائق العميقة والمظلمة لأحداث الحادي عشر من أيلول ، كما أنهذه العوائق تلعب دوراً سلبياً بإدامة حالة من الإنكار ورفض التسليم بإمكانية اتصاف ( قادتنا ) بهذا القدر من الشر. كما أن عدم الرغبة ( المبررة ) في المخاطرة بالتعرض للاضطهاد والسخرية تحت مسمى ( أتباع نظريةالمؤامرة ) ساهمت أيضاً بمنع نشر وترسيخ حقيقة ماجرى وبالتالي منع تحقيق العدالة. لم أجد أثناء تفكيري بطريقة ما لتخطي هذه العقلية إلا طريق الاستمرار ( رغم المخاطرة ) بالصراخ وكشف الحقيقة ونشرها بكافة الوسائلمهما كانت النتائج واتباع الأسلوب العقلي والمنطقي لتحقيق هذه الغاية ، وفي النهاية فالعدو الرئيسي للفاشية هو العقل.

وأخيراً ، إن الولايات المتحدة هي دولة مستفزة، ولا يبدو أن ميلها الواضح نحو تنفيذ الأعمال الإرهابية كوسيلة لتحقيق مصالح وغايات نخبتها الحاكمة سيتوقف أو حتى يتراجع ، فإن العمليات السرية الخاصة ذات الطابعالدموي لا تزال في ازدياد داخل وخارج البلاد وفي كل مكان، والتي تعد أعمالاً بالوكالة لمصلحة أجندات شركات النهب الغربية الكبرى. كما أن التكتيك الذي أعدته النخبة الخفية في رأس الهرم الأمريكي لتدبير أحداث أيلول2001  والذي تم فيه إلقاء اللوم على الآخرين من أجل تعزيز شعور المواطنين بالخوف ، لا بد أن يُستخدم مرة أخرى، ولم لا ؟ فقد أثبت هذا التكتيك فعاليته حتى الآن ، حيث كان من نتائجه حصول تلك النخبة على ( كارتبلانش ) مكّنها من القيام بعمليات احتلال ( وقائية !! ) وتدمير الدول ذات السيادة ، بالإضافة لتسليحها بسلاح فتاك يُدعى ( الحرب على الإرهاب ) الأمر الذي سمح لها بزيادة القمع وإحكام سيطرتها على الوضع في الداخلالأمريكي ، هذا دون ذكر الأرباح والموارد التي حصّلتها إلى جانب تحقيق العديد من أهدافها الجيوسياسية.   

بعد كل ما ذكر ، كيف سنستطيع الحؤول دون تكرار مثل تلك الجرائم الإرهابية ؟ والجواب الوحيد على هذا التساؤل يكمن في الاستمرار بالنفخ في بوق حقيقة أحداث أيلول وحقائق أخرى عديدة كحقيقة اغتيال ( جون ف كندي– مارتن لوثر كينج – مالكوم إكس ... ) وجميع تلك المكائد الخفية للصراع الطبقي الذي كان مسؤولاً عن تحديد تاريخ الخمسين سنة الماضية من عمر هذا البلد وعمر العالم أجمع.

من الواضح أننا لا نستطيع ( حتى الآن ) منع هؤلاء بشكل فعلي من تدبير شيطاني آخر ، لكن بإمكاننا تقويض قدرتهم على بيع أكاذيبهم لشعبنا في ولاياتهم، وبالتالي نمنعهم من الاستفادة من الإرهاب كوسيلة لتنفيذ سياستهمالنخبوية ، ولن يتم لنا ذلك إلا عبر إعداد الشعب الأمريكي لمواجهة حقيقة الحادي عشر من سبتمبرعن طريق إزالة الغموض المحيط بتلك الجريمة الكبرى وصولاً إلى الكشف الفعلي عن كل المكائد القمعية التي حاكتها الدولة،وبذللك فقط يمكننا أن نساعد في الدفاع عن الجمهور الأمريكي ، المستهدَف الأول ، وتعزيز روح اليقظة المبنية على التفاني لديه، ومما لا شك فيه أن اليوم الذي نتغلب فيه على الاستبداد ونسقط الأكاذيب التي تحكمنا ..... قادم .