الذكرى ال67 لهيروشيما في ظل احتمالات حرب عالمية ثالثة

الذكرى ال67 لهيروشيما في ظل احتمالات حرب عالمية ثالثة

الساعة الثامنة والربع تقرع الأجراس بعد 67 عاما، لكن هذه المرة دون وجود قاذفة القنابل الأميركية ( اينولا غاي) في سماء هيروشيما، حينها حُمل الموت جواً لأكثر من 140 الف مواطن ياباني كان آخر ماشاهدوه هو صباح السادس من آب 1945، كانت تلك من اكبر الجرائم العالمية التي ترتكبها الإمبريالية الأمريكية بشكل فاضح.

ربما لن تستيقظ هيروشيما مرة أخرى بالطريقة نفسها لسبب بسيط هو أن سنة الكون تقول إن التاريخ لايكرر نفسه مرتين، ولكن ستظل هيروشيما إحدى النقاط السود التي تسربل تاريخ الصراع الرأسمالي الدولي والذي استخدمت فيه أحد أكثر الأسلحة تدميرا وفتكا.

تمر الذكرى السابعة والستون هذه العام في أجواء توتر دولي حاد خاصة في المنطقة العربية لتتحرك في الأذهان مباشرة احتمالات حرب عالمية جديدة وخاصة أن هذه الفكرة تكررت اكثر من مرة على لسان اكثر من مسؤول دولي في سياق تعاطيهم مع الملفات الساخنة في سورية وايران.

مظاهرات الاحتجاج التي تتكرر سنوياً خرجت بالآلاف أثناء الاحتفال الذي حصل في المدينة خرجت لتطالب المجتمع الدولي بعالم خال من أسلحة الدمار الشامل، بينما دعا عمدة هيروشيما كازومي ماتسوي في كلمة القاها بالمناسبة إلى تحرير العالم من شبح الأسلحة النووية، وقال «أناشد الحكومة اليابانية استحداث سياسة جديدة للطاقة تحفظ سلامة وأمن الشعب» ، كما دعا ماتسوي إلى توفير المزيد من الدعم للناجين من التفجير الذري الذين يعانون من مشاكل صحية تسبب بها الاشعاع الذي تعرضوا له في ذلك اليوم.

أما المسؤولون الحكوميون  وعلى رأسهم  رئيس الحكومة اليابانية يوشيهيكو نودا، الذي حضر الحفل والذي كان قد تعرض لضغوطات شديدة من الرأي العام إثر انفجار مفاعل فوكوشيما في اذار 2011، والذي يقدر بعض العلماء أنه أدى إلى انزياح محور الأرض لعشرة سنتيمترات وتهجير المواطنيين في مسافة 13 كم في محيط الانفجار، فقد قال « إنه ينبغي عدم نسيان دروس هيروشيما» .

وقال نودا «سنؤسس لخليط من الطاقة يشعر الشعب بالأمان على المديين الاوسط والبعيد اعتمادا على سياستنا القاضية بالتخلي عن الاعتماد على الطاقة النووية.»

وعلى الرغم من مأساة فوكوشيما التي تعد أسوأ كارثة نووية منذ حريق مفاعل تشيرنوبل فقد أصدر نودا قرارا في حزيران الماضي بإعادة تشغيل مفاعلين نوويين، متراجعاً بذلك عن الإجراء المتخذ بعد الأزمة مباشرة والذي أفضى إلى  اغلاق كل مفاعلات البلاد الـ 50 .

حفيد الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان الذي أمر بإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما وناغاساكي كان من بين الحاضرين في احتفال الذكرى 67.

وقال ترومان الحفيد « إنه بينما يصعب عليه الاستماع إلى شهادات الناجين، فإنه من الضروري لعائلته أن تعرف النتائج التي ترتبت على القرار الذي أصدره جده».