من الصحافة الأمريكية احتجاجات «وول ستريت».. إلى أين؟
تناولت بعض الصحف الأمريكية المظاهرات الاحتجاجية التي تنظمها حركة «احتلوا وول ستريت» في الولايات المتحدة، وأشارت إلى تزايد حجم حراكها الشعبي وإلى انتشارها في العديد من المدن الأميركية بعد أن انطلقت من نيويورك خجولة قبل أسابيع.
فقد تساءلت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، بحسب «الجزيرة نت» عن المستهدفين من وراء مسيرات حركة «احتلوا وول ستريت»، وقالت إن بعض أنصارها زحفوا البارحة إلى منازل بعض السماسرة في نيويورك على اعتبار أنهم يتحملون جزءا من المسؤولية عن تدهور حال اقتصاد البلاد.
وأشارت ساينس مونيتور إلى أن محتجي وول ستريت تحركوا للتظاهر أمام منازل بعض الأغنياء وأصحاب الملايين من مالكي البنوك في نيويورك، وذلك في الأسبوع الثالث على انطلاق مظاهراتهم الاحتجاجية.
كما رفعت حركة المحتجين شعارا يتمثل في كونها تمثل 99% من سكان الولايات المتحدة، في مقابل 1% من الذين يملكون المال ويتحكمون برقاب العباد من خلال نفوذهم في الميادين الحكومية وفي المؤسسات المالية، والذين يتحملون مسؤولية الأزمة التي يعانيها الاقتصاد.
أما صحيفة نيويورك تايمز فتحدثت عن تصاعد رد الشرطة في ظل ارتفاع وتيرة مظاهرات وول ستريت، وخاصة بعد انضمام المزيد من المتظاهرين إلى الاحتجاجات، وقالت إن الشرطة الأميركية تتبع تكتيكات جديدة في التعامل مع المتظاهرين.
وأضافت أن الحركة الاحتجاجية التي بدأت خجولة في نيويورك آخذة بالتصاعد والانتشار في العديد من مدن الولايات المتحدة، لتشمل اتحادات ومشاهير وغيرهم من أهل البلاد، مما حدا برجال الأمن لاتخاذ التدابير اللازمة، وسط احتمال انفتاح الباب أمام فصل جديد من الحراك الاحتجاجي.
وأوضحت أن تزايد أعداد الجماهير التي تنضم يوماً بعد آخر للمتظاهرين، يجعل المحتجين ينطلقون إلى مناطق متعددة جديدة في المدن الأميركية التي تشهد استمراراً للمظاهرات، وهو ما من شأنه أن يرفع حالة التوتر في البلاد.
وقالت نيويورك تايمز إن الشرطة اعتقلت حوالي مائة من المتظاهرين يوم الثلاثاء في بوسطن وحدها، وذلك عندما تحركت المظاهرات إلى مواقع مختلفة في المدينة.
من جانبها تساءلت الكاتبة الأميركية كاترينا هوفيل عن ما إن كانت ما أسمتها شرارة حركة «احتلو وول ستريت» ستؤدي إلى إعادة تشكيل سياسات الولايات المتحدة؟
وقالت الكاتبة في مقال نشرته لها صحيفة واشنطن بوست إن منظمي الاحتجاجات استلهموا الفكرة من أولئك الذين تظاهروا في بلدان أخرى في العالم، وممن احتلوا ميادين وساحات في مدريد وأثينا وتونس والقاهرة وغيرها.
ونسبت هوفيل إلى أحد منظمي حركة احتلوا وول ستريت ديفد غرابر قوله إن نجاح طريقتهم في الاحتجاج اقتضت احتلال إحدى الساحات العامة، ومن ثم بدء التخطيط منها باعتبارها تشكل مقر قيادة للاحتجاجات ونقطة انطلاق إلى مواقع أخرى.
وأضافت الكاتبة أن الأيام القادمة تفرض تحديات على حركة محتجي وول ستريت الوليدة، وأن نجاح الحركة في الاختبارات القادمة من شأنه تأجيج الشارع، وبالتالي إبقاء الشعلة مضاءة وإعادة تشكيل السياسات الأميركية برمتها.