العراق السعودي.. أو ستعم الفوضى!

العراق السعودي.. أو ستعم الفوضى!

تتباين منطلقات الأطراف السياسية العراقية في تحديد مواقفها من المبادرة السعودية لحل الأزمة العراقية من وجهة نظر دول الاعتدال العربي.. فـ«التحالف الوطني» و«الائتلاف الكردستاني» أبديا تحفظاً لبقاً.. أما الجبهة السياسية التي تشكلت من التحالف المؤقت بين رئيس الوزراء نوري المالكي وخصمه السابق مقتدى الصدر، فقد رأت أن الأخذ بالمبادرة سيجهض كل تقدم تحقق على صعيد الخريطة السياسية في الأشهر الماضية، وأنها ستكون «تخلياً طوعياً» عن هذا التقدم، أما تحالف أياد علاوي وعمار الحكيم المناوئ لتولي المالكي ولاية جديدة، فترغب في أن تحقق المبادرة غطاءً عربياً لتحقيق تغيير في آليات اتخاذ القرار في العراق..  وبالتالي فإن الاستعصاء ما يزال على أشده، ولم يوقفه شلالات الدم التي عادت لتسيل في الشوارع نتيجة عودة النشاط الإرهابي إلى الزواريب 

والمؤسسات فجأة، وكأن هناك من يريد القول: إما أن توافق جميع الأطراف على هذه المبادرة، أو ستغرق البلاد مجدداً في الفوضى والدماء، ولاشك أن من يفتعل كل ذلك هو المحتل ومن يسير بركبه داخلياً وإقليمياً..

ويؤكد بعض السياسيين أن السعودية تسعى لتكرار تجربة اتفاق الطائف الذي تم فرضه على اللبنانيين كحل وحيد لإنهاء الحرب الأهلية، مبينين أن ذلك لن يتكرر مع العراقيين، لأنه لن يطفئ الأزمة، بل سيجعل فتيلها الدائم في يد جهات خارجية.

واللافت للنظر أن المبادرة السعودية جاءت في وقت، كانت فيه احتمالات حل وشيك سوري – إيراني – تركي قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، وسرعان ما تبعتها تفجيرات وعمليات إرهابية سقط ضحيتها عشرات العراقيين.