تحرير رهائن أم قتل رهائن؟
فجع العراقيون بقيام مجموعة إرهابية مسلحة بإحتجاز رهائن في كنيسة سيدة النجاة. وتعمقت فجيعتهم برد فعل الحكومة العميلة وأسيادها المحتلين حيث شنت هجوماً أرعن على الرهائن والخاطفين معاً، وكان المتنفذون في حكومة الدمى في ذروة خيبتهم وتنافرهم وخوفهم من الغد، قاموا بعمل هو أسوأ من فعل الخاطفين الإجرامي في محاولة بائسة منهم لإثبات أنهم أقوياء، وتصرفوا على عاداتهم الإجرامية في القتل والترويع، وهو أسلوب كل المرعوبين واليائسين، ومما عجل في إرتكاب جريمتهم هذه أنهم يعيشون تحت وطأة القلق من نتائج فضيحة نشر بعض وثائق جرائمهم في موقع ويكيليكس الذي أظهر جزءً من جرائمهم بمستوى ما يطفو من كتلة ثلج في ماء.
إن مصدر قلق حكومة المنطقة الخضراء الأساسي هو الخوف مما تقصده الحكومة الأمريكية من تسريب الوثائق التي نُشرت مؤخراً، وبات يُطرح بين صفوفهم: هل يعني ذلك إشارة على إنتهاء دورهم أم مجرد قرصة إذن؟ لأنهم يعرفون بأن أسيادهم قدموا لهم كل الدعم للإيغال في الإجرام والانتقام الى الحد الذي يساعد الأسياد لاستغلال ذلك الإجرام عند الضرورة أو عند حلول موعد نهاية اللعبة معهم، إن ما وقع في كنيسة السريان الكاثوليك هو عملية قتل للرهائن والمختطفين في الوقت ذاته من جانب القوات الحكومية في حين كان الموقف يتطلب الحكمة كما تفعل جميع الدول المتحضرة وحتى غير المتحضرة. وقع الهجوم الأرعن على الرغم من مطالبات جهات دينية مثل دعوة بابا الفاتيكان إلى «حل سريع ودون عنف» لقضية الرهائن، ودعوات دولية عديدة للتعامل مع الحدث بمرونة وحكمة.
قامت قوات الحكومة التي لا تملك الشرعية حتى ضمن معاييرها المبتذلة التي صاغها لها الإحتلال وكل أعداء شعب العراق بكل ألوانهم وأشكالهم بهجوم غادر أودى بحياة أكثر من نصف عدد الرهائن وجرح بقية الرهائن. إنها نهاية مأساوية لمحنة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد الأسيرة، وإنها عملية إبادة للرهائن ليس إلا، ولا تخرج إلا من حكومة ترى نهايتها واضحة وضوح الشمس.
إن قتل 52 رهينة وجرح 56 آخرين على الأقل حسب أرقام وزارة الداخلية من نحو 120 من رهائن الكنيسة ماذا يعني؟ يعني القتل العمد. ويعني أنها حكومة عاجزة ومشلولة بعد نحو 7 أعوام من الحكم والدعم غير المحدود من المحتل ووضع كل خيرات العراق تحت تصرفها هي حكومة، يعني أنها حكومة بلا إرادة وبلا ضمير، إن حكومة تعجز عن إيقاف مثل هذا القتل العلني أو على الأقل كشف عمن يقف خلفه على الأقل، فهي شريك في كل الجرائم الحالية والماضية، يجب أن ترحل هذه الحكومة مع قوات الإحتلال، وهذا هو خيارها الفعلي.
إن شريككم في العملية السياسية «يونادم كنا» الذي شغل منصب عضو مجلس الحكم العراقي المعين من مجرم الحرب السفير الأمريكي بول بريمر المدير الإداري لسلطة الإحتلال في 13 تموز 2003 صرح قائلاً: «إن دور العبادة أصبحت أهدافاً سهلة للمسلحين في ظل تعثر تشكيل الحكومة واستمرار حالة الفلتان السياسي». وأضاف: «إن إستهداف كنيسة سيدة النجاة مؤشر على هشاشة الوضع الأمني وعدم السيطرة عليه مشيراً إلى أنها أظهرت أن العناصر المسلحة تستطيع خرق العملية السياسية وإستهدافها موضحاً أن المسيحيين وكنائسهم أصبحوا أهدافاً سهلة للمسلحين في ظل تعثر تشكيل الحكومة واستمرار حالة الفلتان السياسي». إذا كان هذا ما يقوله شريككم فماذا يقول الأحرار؟ وتظل المقاومة الوطنية العراقية بكل أساليبها السياسية منها والعسكرية هي مصدر الأمل لكل الشعب العراقي، ولن تزعزع ثقة الشعب بها على الرغم من الأعمال الإجرامية، التي لم يكشف حتى عن واحدة منها منذ بداية الإحتلال حتى اللحظة الراهنة. وهذا بحد ذاته سؤال كبير تطرحه الأوساط الشعبية. وقد فشل الإحتلال وخدامه في إلصاق الأعمال الإرهابية بالمقاومة الشعبية العراقية.
المجد لكل شهداء شعبنا الأبرار والأبرياء.
المجد للمقاومة التي لا تلين والتي باتت تغطي الوطن كله.
الاندحار نصيبكم غداً يا أعداء الشعب العراقي والغد ليس ببعيد.