الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: المبادرة العربية للسلام مرفوضة جملةً وتفصيلا
صرح «أبو أحمد فؤاد» عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعقيباً على «مبادرة السلام» المعدلة التي قدمها وفد الجامعة العربية إلى البيت الأبيض بما يلي: إن ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام ـــ قبل التعديل وبعده ـــ مرفوضة جملةً وتفصيلاً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
وإننا في الجبهة نستغرب ونستهجن أن تطرح هذه المبادرة بمشاركة وزير الخارجية الفلسطيني، فبهذا شكلت منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية غطاءً لهذه الجريمة، أي لهذا التنازل الذي يعني (إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق). من الذي خول هذه المجموعة أو حتى الجامعة العربية بواقعها الراهن إلى أن تساوم على وطن الشعب الفلسطيني المناضل؟!، من الذي خول من يقيم علاقات مع العدو ويأتمر بأمر البيت الأبيض وأجهزته الأمنية أن يتحدث باسم شعبنا ويتنازل عن حقوقه التاريخية الثابتة التي اعترفت له بها المؤسسات الدولية وهيئة الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان ومحكمة لاهاي؟! ... الخ .
كذلك اجتماعات وقرارات القمم العربية التي كانت تؤكد دائماً على الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني، لتأتي الآن هذه المجموعة زوراً وبهتاناً لتدعي الحق في تقديم التنازلات باسم الجامعة العربية أو باسم الشعب الفلسطيني .
كيف يمكن أن يتم ذلك ولا يجري التأكيد على حق الشعب الفلسطيني اللاجئ والمشرد بالعودة إلى دياره وممتلكاته حسب القرار 194 ، وليس إيجاد حل يتفق عليه بين الطرفين، أي حل يرضي « إسرائيل» .
نحن قبلنا سابقاً أن تتدخل الدول العربية في شؤوننا على اعتبار أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية بأسرها، أما ومنذ الآن لم يعد هذا الأمر قائماً بالنسبة لغالبية الأنظمة الرسمية العربية، لا نريد لهذه الأنظمة أن تتدخل في شؤوننا، فلم ينصبها أحدٌ وصيةً علينا وعلى قضيتنا ومصيرها ولا على شعبنا المناضل وحقوقه الثابتة وغير القابلة للتصرف، أما جماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج فهي شريكة لنا وهي معنا في الخندق نفسه في مواجهة العدو والاحتلال والتآمر علينا وعلى قضيتنا الوطنية .
ويكفيهم رد نيتنياهو حيث قال في تصريح له: ( نحن نريد من العرب الاعتراف بالدولة اليهودية وليس فقط موضوع تبادل الأراضي )، إن تكرار التنازلات من القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية فتحت شهية غالبية الأنظمة العربية لكي تستهتر بحقوق شعبنا وتستخف بمرجعيته وقيادته وبمنظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية لكل الشعب الفلسطيني وكممثل شرعي وحيد له .
وستفتح شهية العدو الصهيوني إلى المزيد من الضغوط والطلبات لتصل إلى حد تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على أي أفق لقيام دولة فلسطينية حتى بالحدود التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة .
إن هذه المبادرة ستوقف أي محاولات لطرح العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية ، ومتابعة قرارات محكمة لاهاي وقضايا جرائم الحرب الصهيونية بحق شعبنا ... الخ
إنها جريمة ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وبحق الأمة بأسرها، نجدد رفضنا القاطع لهذه المبادرة والمبادرة التي سبقتها .
ونطالب شعبنا في جميع أماكن تواجده أن يتظاهر ويعبر عن رفضه لهذه المبادرة بالأساليب السلمية الممكنة في البلدان والأقطار المختلفة .
كذلك نطالب جماهير الأمة العربية بالتعبير عن رفضها لهذه المبادرة في ميادين الحراك الشعبي في مصر وتونس وغيرها .ونطالب فصائل المقاومة لتصعيد النضال ضد العدو الصهيوني ومستوطنيه ومستوطناته عبر الأساليب المختلفة ومن ضمنها المقاومة المسلحة .
عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبو أحمد فؤاد