في المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا.. من أجل جبهة أممية تضامنية مع شعوب المنطقة والعالم
انتهزت «قاسيون » فرصة وجود مسؤول العلاقات الخارجية وعضو المجلس المركزي لحزب المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا «بركات قار» في سورية وأجرت معه الحوار الذي استهله بالحديث عن أعمال المؤتمر فقال: المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا عقد بين 15- 16/10/2011 بمشاركة /850/ مندوباً /50%/ منهم نساء و/10%/ شباب و/40%/ مستقلون و/60%/ من مجموع الحركات السياسية، وشارك في المؤتمر /38/ منظمة وحزباً وحركة وممثلي المجالس الأخرى، كما ضم المجلس ولأول مرة جميع الأقليات القومية في تركيا والتي ألقت كلماتها بلغتها الأم التي منعت في عهود سابقة، وكان تعدادهم /23/ قومية حيوا المؤتمر مشتركين.
وأضاف قار أن «المؤتمر استمر لمدة يومين انتخب بعد النقاشات الطويلة قيادة لقيادة العمل القادم كما خرج بنظام داخلي، وبرنامج سياسي، والعديد من القرارات السياسية الهامة على الساحة التركية والإقليمية، حيث أجمع المؤتمرون على انتخاب /101/ من أعضائه كمجلس مركزي من ضمنهم /25/ شخصية للمكتب التنفيذي، كما تم انتخاب /6/ من بينهم لقيادة المجلس كشخصيات قيادية مشتركة بالتناوب، ضم أيضاً /6/ نواب من أعضاء البرلمان التركي». وأشار قار إلى أن «المؤتمر اتخذ قراراً بتشكيل حزب على قاعدة هذا المجلس الواسع تحت اسم «حزب المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا»، وأن قرار التشكيل تخوّل للمجلس المركزي الذي سيقوم بدوره بتشكيل الحزب».
وعن رده حول قوة وانتشار هذه الأحزاب على الساحة السياسية التركية أكد قار: «أن الحزب أو المؤتمر بدأ بتشكيل مجالس في كل المحافظات التركية وبمشاركة جميع الحركات السياسية المعروفة بنضالها، وخاصة أكبرها وأكثرها توسعاً وأعني حزب السلام والديمقراطية، الذي رغم قوته لم يفرض نفسه بل شارك في المكتب بعضو فقط، وذلك ليترك المجال للتيارات الأخرى والمستقلين بالاتفاق مع الأحزاب الاشتراكية والماركسية المشاركة، والتي تعدادها /23/ حزباً».
وعن ماهية البيان الختامي الذي خرج به المؤتمر أكد قار أن من أهم قراراته إدانة سياسيات حزب العدالة والتنمية تجاه جيرانها في المنطقة، وخاصة محاولات التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومكافحة وإسقاط سياسات حكومة طيب أردوغان التي تعتبر «حجر الزاوية» للسياسات الأمريكية في المنطقة.
كما ندد البيان الختامي «بسياسات حكومة طيب أردوغان العسكرية ضد الشعب الكردي، والتي تعتبر من أخطر السياسات التي يتبعها ضد القوميات الموجودة في تركيا، وطالب الحزب بوقف العمليات العسكرية المستمرة في شرق البلاد، ووقف إراقة الدماء، والبدء بوقف إطلاق النار من الطرفين، وتشكيل هيئات ولجان لتحقيق السلام وإيجاد الحلول للقضية الكردية بشكل ديمقراطي».
وفي قضية النضال من أجل المرأة وأسباب طرحها الواسع في المؤتمر قال قار: إن «من أهم النقاط التي أشار إليها المؤتمر قضية استخدام العنف ضد المرأة في كل مكان، وأعطى المؤتمر الحق لها بالوجود في كل مكان، والمشاركة حسب النظام الداخلي، وانتخابها للمجلس المركزي والمكتب التنفيذي، ولكل مقعد من مجالس المحافظات والعمل على تحقيق هذا الهدف من أجل نيل المرأة حقوقها كاملة دون منة من أحد».
وأكد قار أن «المؤتمر في ختام بيانه تبنى قيام علاقات أممية وتضامنية مع الشعوب في المنطقة والعالم أجمع، ومقاومة المشاريع الصهيونية والإمبريالية، والأنظمة العميلة لهذه القوى، بالإضافة إلى التضامن مع القوى الثورية والتقدمية في العالم، وخاصة القوى الحية من اليسار في الشرق الأوسط».
وفي رده عن تساؤلنا حول القضايا التي عالجها المؤتمر، أوضح قار أن «المؤتمر عالج قضايا جميع القوميات الموجودة في تركيا، (التركية، الكردية، الأرمينية.. والقوميات الأخرى في المنطقة)، مؤكداً أن مشاركة جميع الأطراف في المجالس المحلية والمركزية تعتبر من المرات القليلة التي يجري البحث فيها بهذا الاهتمام، وخاصة معالجة أوضاع القوى الكادحة والفقيرة في تركيا، والقوى العاطلة عن العمل التي تصل بحدود /12/ مليون عاطل عن العمل».
وعن تأثير نتائج المؤتمر على الشعب التركي عموماً أشار قار إلى أن «الخطوة كانت نوعية باعتبارها الأولى في تجميع قوى ثورية ويسارية بهذا الحجم، وهي مهمة لأن صداها كان كبيراً في المجتمع التركي، والأبواب ما زالت مفتوحة لبعض المنظمات المترددة في الانضمام للمؤتمر، وسنسعى لانضمامها، لكي يصبح المؤتمر المركز الأساسي المعارض للنظام الرأسمالي والإمبريالية العالمية ولأدواتها في تركيا.
وعن مدى حاجة المؤتمر لإعلام حر وقوي يواكب نضالهم قال قار: هناك الآن ثلاث قنوات تلفزيونية تعمل تحت خدمة اليسار التركي ونقل نضالاته وهي تلفزيون (الحياة، وإيميجه، وروج)،
بالإضافة إلى صحف يومية مثل (أفر نسال، كندان، وبيركل» وعدة صحف أسبوعية.
يذكر أن الشخصيات التي انتخبت في القيادة وهي /101/ هي من الشخصيات المنتمية للأحزاب السياسية والماركسية، والتي لها تاريخها النضالي الطويل، كما أن الشخصيات المستقلة أيضاً لها تاريخها وحضورها سواء على الساحة التركية، أو كممثل لاتحادات شعوب وطوائف المنطقة.