بيان: الجبهة العمالية الشعبية الوطنية
فى مواجهة ما يحيق بالوطن من أخطار، واستناداً إلى الدور الحاسم الذي نهضت به الطبقة العاملة في ثورة يناير والى دورها التاريخي منذ نشأتها الباكرة على مدى أكثر من قرن من الزمن . فقد شرعنا أواخر أكتوبر 2011 في بناء الجبهة العمالية الشعبية الوطنية كضرورة لانتصار الثورة وتحقيق أهدافها التي تمثل نفس أهداف الطبقة العاملة والفلاحين والفئات الوسطى التي عانت من الخراب والإفقار والبطالة والمرض والقهر والاستبداد، وأصدرنا مشروع وثيقة التأسيس التي تناولت الخطوط العامة للأهداف التي تفرض نفسها
لقد أكدت التطورات التي جرت منذ انفجار الثورة سلامة ما توصل إليه مشروع الوثيقة، وخصوصاً فيما يتعلق بتخلى النخبة السياسية وأحزابها عن العمل من أجل تحقيق الأهداف الجذرية التي تضمنها المشروع، بل أغرقت البلاد في قضايا جانبية تدور كلها حول مكاسب هذه النخبة في اقتسام كعكة الوطن.
إن جوهر أهدافنا يتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية التي لا يمكن الوصول اليها سوى بتعديل المسار في السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي سار عليها النظام القديم وألحقت الخراب بالبلاد. أي تطبيق سياسات جديدة تقوم على تنمية اقتصادية تعتمد على الاقتصاد المنتج ووقف الخصخصة واستعادة الثروات المنهوبة. بكل ما يفرضه ذلك من نظام عادل للأجور والمعاشات وربطها بالأسعار، وضبط الأسواق وإصدار قانون عادل يشارك العمال في وضعه يعيد للطبقة العاملة بكل مكوناتها كافة الحقوق الاجتماعية وينميها ، وإصدار قانون للنقابات يضمن استقلالية ووحدة وديمقراطية التنظيم النقابي والحيلولة دون تفتيت الطبقة العاملة وإضعافها تحت ستار التعددية النقابية، وتجريم التمويل الأجنبي للأنشطة العمالية والنقابية الذي يتم وفق أجندات أجنبية وصهيونية معادية.
فى ظل ما تعانيه الطبقة العاملة والشعب من بطالة وافقار فإن خط الجبهة يتضمن إعادة كل الحقوق الاجتماعية وعلى رأسها حق العمل، والتعليم المجاني، والعلاج المجاني، والسكن اللائق والرخيص، وإتاحة وسائل النقل الرخيصة، وامتداد مظلة التأمينات الاجتماعية للجميع، والحماية من الفصل التعسفي، وإعادة المفصولين إلى أعمالهم، وتطهير القطاع العام من الإدارات الفاسدة، ووضع حد أدنى وحد أقصى للأجور.
لم يتحقق أي من الأهداف المذكورة وغيرها، ولم تهتم النخبة السياسية وأحزابها في غمرة بحثها عن مصالحها الخاصة واقتسام كعكة الوطن بالقضايا الملموسة للعدالة الاجتماعية ومصالح الطبقة العاملة أو الفلاحين والفئات الوسطى، في ارتباطها بالأهداف الوطنية والديموقراطية للشعب المصري بأسره.
لذا فإننا نتوجه للطبقة العاملة والفلاحين وكل الوطنيين للاحتشاد في الجبهة التي نحرص على استقلالها عن كل الأحزاب حيث لا يمكن أن نترك مصائرنا ومصير الوطن لأحد بل يتحتم علينا الإمساك بمصائرنا بأيدينا.
إننا نعيد نشر مشروع وثيقة التأسيس لإطلاع الجميع عليها قبل صياغتها كبرنامج للعمل بواسطة مؤتمر وطني تمثل فيه كل محافظات مصر.
لنلب نداء الوطن فالوطن والشعب والحاضر والمستقبل في خطر.
الجبهة العمالية الشعبية الوطنية
القاهرة / 19 يونيو 2012