أردوغان و«إسرائيل» التعاضد العميق!!

تركيا وجيرانها

كانت تركيا أول دولة «إسلامية» تعترف بـ«إسرائيل» في العام 1948 ومع ذلك لم تصل العلاقات التركية- الإسرائيلية إلى مستوى عال من التنسيق السياسي والتعاون العسكري والتبادل التجاري. ارتفعت وتيرة العلاقة الثنائية ولاسيما العسكرية بشكل مباشر في بداية التسعينيات وتجسدت حينها بسلسلة زيارات متبادلة بين الجانبين، وإجراء مناورات عسكرية مشتركة:

- 13/11/1994 زيارة رئيسة الوزراء التركية تانسو تشيلر إلى الأراضي المحتلّة، وكانت رئيس الوزراء الوحيد في العالم التي أطلقت على الأراضي المحتلة اسم «أرض الميعاد».

- 12/10/1997 زيارة رئيس أركان الاحتلال أمنون شاحاك إلى تركيا حيث بحث مع الجانب التركي إمكانية إنتاج مشترك للصورايخ (أرض- أرض) وإنشاء نظام اتصالات متطور عبر الأقمار الصناعية لتبادل المعلومات العسكرية والتجسسية والأمنية بين الطرفين والبحث في تطوير صفقة تحديث/ 50/ طائرة «إسرائيلية» جديدة مع وضع أساس مشروع شراء تركيا لأكبر صفقة دبابات في العالم من كيان العدو.

ومع وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، حاولت الحكومة التركية الظهور بمظهر الأم الحنون للمنطقة بالتقرب من العرب و«إسرائيل» على حد سواء، في محاولة لتطبيق سياسة «صفر مشاكل» مع جيران لا يمكن أن يكونوا جيراناً فيما بينهم. ومع الهجوم على قافلة أسطول الحرية بزغ تحول تركي ظاهري لمصلحة شعوب المنطقة، سرعان ما بانت شكليته مؤخراً بعد اندلاع الأزمة السورية.

عن أي تأزم في العلاقات يتحدثون؟!

كان حجم التبادل التجاري التركي– الإسرائيلي قبيل العدوان على أسطول الحرية في 2010 يقارب 2 مليار دولار، فيما سجل هذا التبادل بين الطرفين خلال عام 2011 ارتفاعاً لافتاً حيث سجلت الصادرات التركية ارتفاعاً بلغ 20%، في المقابل ارتفعت الصادرات «الإسرائيلية» خلال العام نفسه إلى 40%، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الطرفين 4 مليار دولار، وهو ارتفاع لم يشهد له مثيل في السنوات الخمس الماضية بالرغم من الأزمة السياسية الظاهرة.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في نيسان/ أبريل الماضي أن كيان الاحتلال زود تركيا قبيل الاعتذار بأنظمة قتالية إلكترونية متطورة تحسن بشكل ملحوظ قدرات طائرات الإنذار التابعة لسلاح الجو التركي، فأين قطع العلاقات من كل هذا؟!

يبدو مما سبق أنّ الأزمة التي كانت قائمة بين الحكومتين التركية و«الإسرائيلية» لم تكن إلا مسرحية سياسية بغية إكساب تركيا رصيداً إنسانياً لدى شعوب المنطقة، فيما يضمر هذا الموقف في باطنه أهدافاً سياسية معادية.