العودة إلى «نواز شريف».. هل من جديد؟!
فازت «الرابطة الإسلامية الباكستانية» في الانتخابات النيابية بـ124 مقعداً من أصل 342 ما يخولها تشكيل الحكومة ائتلافية
«الرابطة الإسلامية» هي حزب رئيس الوزراء السابق «نواز شريف» الذي قال بعد صدور النتائج: «مهمتي الأساسية للسنوات الخمس المقبلة تتمثل في انتشال باكستان من الفوضى. ويعني ذلك التغلب على الأزمة الاقتصادية. وأريد الإشارة إلى أن البلاد تواجه تحديات خطرة ومهام صعبة، إلا إنني عازم كل العزم، كما أن الناس يطمحون إلى التغيرات ولن نخيب آمالهم».
تغير الإحداثيات بالخروج الأمريكي
وفي المؤتمر الصحفي يوم الاثنين 13/5/2013 ركّز «شريف» على انسحاب القوات الدولية من أفغانستان، معلناً استعداده لمساعدة القوات الدولية ورأسها الولايات المتحدة الأمريكية لإنجاز الانسحاب من أفغانستان «بشكل مشرّف» على حد تعبيره، منتقداً بشدة عمليات الطائرات بلا طيّار الأمريكية، على الأراضي الباكستانية.
في حقبة رئاسة «شريف» للحكومة كانت باكستان تسير قُدماً في برنامج سلاحها النووي، وكانت النقيض الأبرز للجار الهندي آنذاك، إلا أن «نواز شريف» الذي وقع عام 1993 معاهدة حول أسس العلاقات بين روسيا وباكستان، أقصي عن الحكم بانقلاب عسكري عام 1999 قاده «برويز مشرف»، وعُزل عن منصبه وزجَّ به في السجن، وبعد ضغوط من السعودية والولايات المتحدة أفرج عنه وغادر البلاد، ثم عاد إليها مؤخراً.
طالبان قد توقف إطلاق النار!
باقي القوى التي تنافست في الانتخابات كان على رأسها «حركة الإنصاف» بزعامة «عمران خان»، و«حزب الشعب الباكستاني» بزعامة عائلة بوتو اللتين حلّتا في المركز التالي لـ«الرابطة الإسلامية الباكستانية» وبالتالي ستشاركان بشكل رئيسي في تأليف الحكومة معها. وأعلنت حركة «طالبان باكستان» قبل يومين أنها لا تستبعد وقف إطلاق النار مع الحكومة الجديدة في حال أبدت الأخيرة جديّة إزاء مقترحات الحركة حول الحوار، في حين استمرت التفجيرات في باكستان، والتي لم تتوقف منذ سنوات طويلة، وتضاربت الآراء حول موافقة باقي الجماعات المتشددة على وقف إطلاق النار.
لم يستقر المشهد السياسي العام في باكستان منذ وصول نواز شريف إلى الحكم في التسعينيات وحتى إعادة انتخابه اليوم، فالدولة تعاني الأمرين من حيث الوضع الأمني ووضعها الاقتصادي، ناهيك عن ترهل الوضع السياسي، لكن مستجدات هذه الأيام لاشك أنها ستنعكس على باكستان، خاصة تلك الاستقطابات الدولية والإقليمية الجديدة، فالانسحاب الأمريكي من أفغانستان اقترب، والتحالف الصيني الإيراني الهندي في تقدم، وقد انجرت إليه باكستان جزئياً عبر خطوط الغاز الجديدة، فهل تستطيع الإدارة الجديدة/ القديمة إخراج باكستان من الحديقة الخلفية للبيت الأبيض؟!
