فنزويلا: مجالس شعبية لدعم شافيز
ترتب القوى اليسارية الفنزويلية أوراقها للدخول في حملة دعم مرشح الرئاسة هوغو تشافيز، وقد شكلت هذه القوى في السادس والعشرين من أيار الماضي ما عرف بـ «القطب الوطني الكبير»، في العاصمة كاراكاس، وهو «مجلس الأحزاب السياسية»، ويأتي تأسيس المجلس تعبيراً عن تحالف العديد من المجالس والهيئات خلال الأسابيع الأخيرة
وكانت قوى اليسار الفنزويلي قد شكلت في خريف العام الماضي أكثر من 17 مجلسا تمثل شرائح مختلفة من السكان بهدف معالجة المشاكل القائمة وطرح البدائل الممكنة. فإلى جانب مجلس النساء الافرو- لاتينيات، هناك مجلس للمعاقين، ومجلس للمدافعين عن البيئة و آخر للفلاحين والحرفيين، ومجلس الثقافة الذي حضره العديد من الشخصيات الثقافية والفنانين والموسيقيين، عن تأسيس مجلس الثقافة. وحسب رأي وزير الثقافة الفنزويلي فإن تأسيس المجلس خطوة هامة على طريق الفوز في الانتخابات واستمرار التحولات الاجتماعية والسياسية في البلاد: « هنالك الآن في جميع أنحاء البلاد العديد من التجمعات التي تعمل لبناء الاشتراكية. نحن نهيئ أنفسنا للمعركة الانتخابية و معركة صراع الأفكار في السابع من تشرين الأول القادم»
وفي اتصال هاتفي أكد الرئيس شافيز أثناء تأسيس مجلس الثقافة أن تحالف اليسار يعمل من أجل أن يصبح بعد الانتخابات جزءاً من «سلطة سياسية جديدة»، وبعد الفوز في الانتخابات « ينبغي استمرار إرادة الناس في فرض ذاتها، والتي هي إرادة أكثرية الفنزويليين، إرادة الثوريين والديمقراطيين»
ومن الاحزاب المشاركة في عضوية مجلس الأحزاب السياسية إلى جانب الحزب الاشتراكي (حزب الرئيس شافيز)، والحزب الشيوعي الفنزويلي، وعدد من الأحزاب الصغيرة وهي: حزب المستقلين الوطنيين والحركة الانتخابية ديل بويبلو و الاتحاد الشعبي الفنزويلي و حركة توبامارو الثورية.
من جانبها أكدت نائبة رئيس الجمعية الوطنية والمنسقة الوطنية لتحالف اليسار بلانكا ايخوت خلال الاجتماع: « نحن نحترم الاختلافات والتعارض بيننا، ولكننا نضع استقلال بلدنا ومستقبل أطفالنا، مستقبل السلام والديمقراطية، المستقبل الذي يستحقه هذا الشعب، في المقام الأول».
وقالت ممثلة حزب صغير ترك التحالف في عام 2010 وعاد إليه الآن لويز تاليريا بوضوح: « نحن ندعم العملية السياسية ولا تقتصر مشاركتنا على خوض الانتخابات وسيستمر التزامنا بعد السابع من تشرين الأول» . ودعا ممثل الحزب الشيوعي الفنزويلي بيرفكتو نيفيس إلى ضرورة الدفاع عن حقوق العمال.
وعبر العديد من ممثلي المنظمات الاجتماعية المشاركة في التحالف عن أهمية استمرار وتقوية التحالف من اجل تثبيت العملية الثورية الجارية في البلاد.
هذا وتشهد القارة الأمريكية اللاتينية أشكالا متطورة من النشاط السياسي ذات الطابع الجماهيري الذي نجد تجلياته في تشكيل الاتحادات والروابط الشعبية التي تشارك فيها مختلف القطاعات الشعبية، وتعد تجربة جماهيرية نوعية وأحد أشكال ممارسة الديمقراطية الشعبية بنموذجها الأمريكي اللاتيني اذا صح التعبير.