بيان:  فلنتوحد لحماية الوطن

بيان: فلنتوحد لحماية الوطن

 يعيش الوطن مرحلة مصيرية فارقة. إذ أن القوى المضادة للثورة، المتمثلة في الغالبية الساحقة من النخبة السياسية تخوض صراعاً حاداً بلغ ذروته في سبيل وراثتها للسلطة والاستئثار بالثروة في البلاد، وعدم وصول ثورة الشعب الكادح إلى غاياتها الوطنية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والديمقراطية للشعب. أي إبقاء النظام الاجتماعي– الاقتصادي القديم علىحاله. وأسقطت الغالبية الساحقة من هذه النخبة السياسية وأحزابها وائتلافاتها ومجموعاتها بمختلف انتماءاتها السياسية والفكرية مصالح الطبقة العاملة والفلاحين وسائر الكادحين من حسابها.

ويجري ذلك في سياق الصراع الذي تخوضه البلدان الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى العالمي من أجل استمرار الهيمنة الرأسمالية المتوحشة على العالم. حيث يمثل عالمنا العربي– الإسلامي الأولوية القصوى للأعداء الاستعماريين وللكيان الصهيوني بإرساء الهيمنة عليه. إذ المستفيد من ذلك هم الأعداء الاستعماريون والصهاينة.

وامتداداً لهذا كان تسعير الأوضاع في مصر، بهدف إجهاض الثورة، بهذا التهجم والتطاول على المجلس الأعلى للقوات المسلحة والجيش المصري الذي يشكل العمود الفقري للدولة المصرية والضمان الوحيد لبقاء الكيان الوطني تاريخياً وآنياً وفي المستقبل. وخرج علينا وبشكل حاد كل من تخلوا عن أهداف الثورة، ومن كانوا خارج النضال الثوري بشكل دائموتسلقوا وتطفلوا على جسد الثورة بهدف إجهاضها، والإبقاء على نظام مبارك بتغيير بعض الوجوه وليس التوجهات والسياسات. وكان ما حدث في مواجهة أمور أهمها ثلاثة:

الأول هو الخشية والهلع من التحقيقات الجارية بشأن التمويل الأجنبي الذي انهمر علناً وسراً على مصر، والذي سوف يطال الكثيرين جدا ممن ركبوا موجة الثورة، ويفضحهم.

الثاني هو الرعب الذي أصاب جميع هؤلاء بسبب ما أعلنه المجلس الأعلى لإجراء استفتاء شعبي حول استمراره في تحمل المسؤولية من عدمه حتى انتهاء الفترة الانتقالية لإدراكهم بنتائجه المعاكسة لأهدافهم.

الثالث هو خلق حالة من الفوضى والارتباك في مصر، وإغراقها في مشاكل داخلية تصرف النظر عما يتم في الإقليم. خصوصاً مع توجيه تهديدات صريحة ومبطنة من الأمريكيين والأوربيين في تصريحات لمسؤولين كبار حول العنف ضد الاعتصامات.

إننا إذ ندين العنف بشدة، وندين كل الأطراف التي ارتكبته ونطالب بمحاسبتهم، فإننا نقدر أن الكتلة الرئيسية من الشباب المشارك هم وطنيون ومخلصون. أصابهم اليأس والإحباط جراء عدم تحقق أهداف الثورة. كما أننا لا نبرئ من استثمروا هذا الوضع وقاموا بدفع هؤلاء الشباب الوطنيين والأنقياء إلى ما يقومون به. في حين أنهم هم من يعيقون الثورةويجهضون أحلام شباب مصر.

إن ما يجري لا يعيق تطور الثورة فحسب، ولكنه يمكن أن يؤدي إلى مخاطر هائلة تأتينا من القوى المعادية الخارجية. وهو ما يتطلب قطع الطريق على المتآمرين في الخارج وفي العالم العربي وفي الداخل المصري بالبدء في تحقيق أهداف الثورة في المجال الوطني، والمجال الاجتماعي– الاقتصادي، وتكريس الديمقراطية للشعب.

إن الطبقة العاملة مطالبة بدور ثوري فاعل، وتوحيد صفوفها، وذلك للتصدي للمؤامرة وكل أطرافها.

28/11/2011

الجبهة العمالية – الشعبية الوطنية