أردوغان على خطا جنبلاط..  وخطة روسية عاجلة لاحتواء تركيا..
نارام سرجون نارام سرجون

أردوغان على خطا جنبلاط.. وخطة روسية عاجلة لاحتواء تركيا..

كل من شهد بدايات الأحداث في سورية اعتقد أن الأمور ستعود إلى سابق عهدها خلال أسابيع.. إلا قلة قليلة كانت تعرف أن المشروع يتنقل على مراحل.. القيادة السورية كانت تعلم أنها تتعامل مع مراحل وأن أصعب المراحل كانت في الأشهر الثلاثة الأولى.. وقد تجاوزتها.. وما يحدث الآن هو التعامل مع المرحلة الثالثة وهي التي تحاول الضغط الاقتصادي لإرهاق الميزانية وإفقار السوريين وإيصالهم بعد حصار طويل لقناعة كاذبة تشبه قناعة العراقيين أن التخلص من نظام الحكم قد يكون فيه الخلاص للخروج من الأزمات الاقتصادية.. لكن الفارق هنا أن القرارات بالحصار الاقتصادي عرجاء فهي ليست دولية ولا أممية وهناك كل الطرق الاقتصادية المتاحة للبدائل عبر مجموعة بريكس وغيرها..

جميعنا نبحث عن المستقبل وما يخبئه لنا.. ولو كنا نؤمن بالبصّارات وقارئات الكف لفتحنا ملايين الكفوف وشربنا القهوة بملايين الفناجين لنعرف ماذا سيقول الغد.. نتجول كل يوم على كل المحطات والمواقع علنا نسمع ما يروي ظمأنا.. ولكن مشاعرنا تتأرجح فعندما نستمع لإعلام الثورجية وجزيرتهم نعرف أن هناك شطحات وسباحة في دم الناس.. وعندما نستمع لإعلام الدولة نحس أن هناك أشياءً لا تقال وأن هناك حرصا على كل حرف يقال فنبقى ظامئين.. لكن سنترك فناجين القهوة والكفوف وسنترك إعلام السباحة في دم الناس وإعلام السباحة في القطب الجنوبي وسنحاول البحث في مصادر أخرى ونتلمس بعض الأسرار التي لا تفهم..

فمما يثير التساؤل هو البرود السوري في الرد على أردوغان الذي يرمينا بالمنجنيق بكتل اللهب اللفظي وكتل الحجارة الثقيلة..

ماذا يثير أعصاب أردوغان؟

دعونا لا نكذب على أنفسنا، فليس الدم السوري هو ما يثير حفيظة أردوغان.. هذا الكلام للاستهلاك المحلي في تركيا ولدعم معنويات الثورجية.. أردوغان لم يقل 1 بالمليون لإسرائيل مما قاله ضد السوريين رغم أن إسرائيل قتلت آلاف الفلسطينيين واللبنانيين وفوقهم تسعة أتراك وأكثر ما قاله أردوغان في دافوس لشيمون بيريز: «تذكر أنني احترم سنك..» أي أن الرجل قدر لبيريز وقاره وسنه.. لكن من استقبله في بيته وفتح له بلاده وذراعيه وجعله صديقاً شخصياً ووكيلاً سياسياً في مفاوضات السلام لم يستحق منه إلا أن يصفه «بالجبان» رغم معرفة أردوغان أن الأسد ليس بجبان وأنه يقاتل تمرداً مسلحاً.. فلم ذلك؟؟ بعض الجواب الحائر طيّره لي صديق صحفي تركي تعرفت عليه أيام الأزمة السورية التركية بشأن عبد الله أوجلان..

(...) العلاقة مع الصحفي التركي استمرت منذ تلك الفترة ولم تنقطع وجاءت ظروف هذه المرحلة وكثرت الاتصالات بيننا لتبادل الآراء.. وقد أطلعني منذ فترة على ما يتردد في كواليس السياسة التركية وفوجئت أنه يقول لي إن خلف الأبواب المغلقة ما لا نسمعه ولا يسمح بتسريبه وهو توقعات تخالف كل ما يشاع : وهي أن أردوغان صار قريبا مما لا نتخيله.. ألا وهو الرحيل!!..

فهناك تمرد يتبلور في داخل حزب العدالة التركي الذي بدأ يرى تخبطات أردوغان.. فمن دولة يتراجع كم العداء لها في محيطها إلى مستوى الصفر في رحلة استغرقت عقدين من الزمن إلى دولة كل ما يحيط بها صار عدوا مرّا في فترة قياسية لا تتعدى شهرين.. ومن بلد حدوده باردة إلى بلد حدوده ترتفع درجة حرارتها إلى الغليان.. فتركيا دولة محاطة بأعداء أكثر من إسرائيل اللاشرعية نفسها.. فإسرائيل برّدت حدودها مع الأردن ومصر والعرب الخليجيين وفلسطينيي محمود عباس وحولتهم إلى حلفاء ولم تبق سوى نافذة عداء صغيرة رغم هدوئها في الشمال تعمل على إغلاقها بشتى الوسائل لأنها تعرف أن هذه النافذة تحجب خلفها طوفان النار.. أما تركيا أردوغان فحولها اليونان وروسيا وسورية والعراق وإيران وأرمينيا و..الأكراد بالطبع.. وكلهم تحولوا بحكمة أردوغان إلى محيط عدو يتربص بتركيا الدوائر..

وهناك اقتصاديون أتراك وصناعيون يتحركون لأنهم فقدوا الأمل في أوربا واكتشفوا على العكس أن انفتاح تركيا على دول الجنوب عبر سورية وإيران والعراق ومن ثم العالم الإسلامي (بواسطة حنكة مؤسس الحركة الإسلامية التركية نجم الدين أربكان الذي جرّ تركيا من يدها نحو الجنوب) أثّر كثيراً وإيجابياً في إنهاض الاقتصاد التركي الذي يتبجح الإسلاميون ويتشدقون أنه دفع ليكون في المرتبة السادسة عشرة بفضل الإسلاميين الأردوغانيين الذين سرقوا جهود أربكان لإثبات أن الإسلام هو الحل.. وأن الإسلاميين قادرون على إدارة الاقتصاد واجتراح الحلول الاجتماعية والمعجزات أكثر من بقية الأحزاب التقليدية في المنطقة.. وكلما دق الكوز بالجرة ذكّرنا هؤلاء المروّجون لأردوغان بالتجربة الإسلامية الرائدة ديمقراطياً واقتصادياً في تركيا «أردوغان».. ولكن للعقلاء الأتراك رأيا آخر!!

هذا الجو من الهستيريا السياسية الذي يثيره أردوغان بدأ بسرعة ينعكس على الاقتصاد التركي الذي ستظهر آلامه في الربع الثاني من عام 2012 حسب تقديرات الخبراء خاصة في ظل أزمة أوربا التي تبدو منشغلة بإنقاذ اليونان وليس تركيا.. وبالذات إذا ما تبين أن المحور السوري الروسي الإيراني قد قرر تلقين تركيا درساً مهذباً لا تنساه.. درسا سيبقيه المؤرخون الأتراك أمامهم كدليل على خطل السياسة التي ترى بعيون الكركدن وليس بعيون الصقر من أعلى الذرى..

ما قاله لي هذا الصحفي التركي مثير للانتباه.. وهو أن أردوغان اعتقد أن مشروع الإسلاميين في المنطقة سيجعله زعيماً عالمياً بلا منازع وقائداً للكتلة الإسلامية عبر قيادته للهلال الإخواني من ليبيا إلى سورية.. وسيكون هو الرجل الذي تتجه إليه الوفود العالمية في أي شأن من شؤون الشرق الأوسط والشأن الإسلامي.. وسيكون قادراً على التـأثير في دول الخليج وعواصم النفط عبر هلاله الإسلامي كما كان عبد الناصر مهاباً لدى أهل الخليج بإمساكه بتلابيب المنطقة العربية بين يديه.. وسيكون بيد أردوغان الماء الذي سيبيعه للشرق من سدوده العظيمة وسيكون له بعض التأثير على أسعار النفط.. علاوة على تحكمه بخطوط إمدادات الغاز من الشرق إلى الغرب... أي خليفة إسلامي عصري ديمقراطي قوي تنتخبه جموع الإخوانيين في تركيا فيما هو من يوزع النفوذ التركي على المنطقة كلها من «الباب العالي»..

مشكلة أردوغان الكبرى أن المشروع تعثر كثيراً في سورية على غير توقع وهو الذي كان حسب الاتفاقات مع أهل الخليج والأمريكيين سينجز التحول السوري قبل رمضان 2011 على أسوأ التقديرات.. لكن العقدة السورية لم تنكسر رغم كل الضغط الهائل.. وبحسب المعلومات التي بدأت ترشح فان ما تم ضخه من مال وسلاح ومسلحين تجاوز30 ضعفاً لما تم الدفع به لإسقاط ليبيا.. وقد فوجئ أردوغان وحلفاؤه جداً من التماسك السوري، ولكن أكثر المفاجآت كانت الموقف الروسي المستميت وإصراره على عدم السماح بتمرير قرار في مجلس الأمن حتى بمنطقة حظر جوي يحترمها الناتو ولا يمدد صلاحياتها.. بل دفع الروس بشحنات السلاح وبالبوارج الحربية إلى السواحل السورية.. وكان أردوغان يعتقد أن الروس لن يحركوا ساكناً وهم من تخلى عن أشقائهم السلافيين في صربيا وعن العراقيين وعن الأوكرانيين وعن الليبيين وليس هناك ما يدعوهم للخروج من مكمنهم.. الموقف الروسي المؤازر بقوة لسورية لم يدخل في الحسابات إلا من باب الأقرب إلى المحال.. ولكن تبين للمحللين الأتراك أن من الغباء السياسي ألا يتوقع السياسيون أن من المحال ألا يتحرك الروس.. وذلك لأسباب كثيرة لها علاقة بتهديد الأمن القومي الروسي في العمق مباشرة لأنه في عملية تفكيك الاتحاد السوفييتي لجأت القوى الغربية إلى إطلاق الإسلاميين الطالبان خارج الاتحاد السوفييتي في أفغانستان للصدام معه.. أما تدمير روسيا فسيكون عبر نقل الحركة الإسلامية الإخوانية- الطالبانية إلى حدودها وإلى داخلها بنفس منطق الحركة الإسلامية في الربيع العربي والذي إن انتصر كلياً فستتولى تركيا إكماله في روسيا.. نيابة عن الأمريكيين.. إذا ما انتهت إليها زعامة العالم الإسلامي..

ما يزيد في هياج أردوغان ومجموعته هو المعلومات التي يضعها جهاز الاستخبارات التركي على طاولته يومياً والتي لخطورتها أخرجته عن طور اللباقة الدبلوماسية وصار يتهجم على شخص الرئيس الأسد الذي حتى هذه اللحظة لم يعره اهتماماً، تماما كما فعل مع (لسانيات) جنبلاط الذي تم تجاهل استفزازاته إلى أن قص لسانه بعد أن طال فعاد معتذرا إلى الشام.. ويبدو أن طريق جنبلاط هو الذي سيسير عليه أردوغان مهما طال لسانه.. القيادة السورية تركت أردوغان يرفع صوته لأن ما تقوله الاستخبارات التركية هو الرد السوري الحقيقي الذي يجيب على جنون أردوغان والذي تحاول الجامعة العربية إنقاذه من تسونامي قادم يعد له تحالف سوري إيراني روسي.. بعد نهاية العام.. وهو ما كان يقال من أن سورية تملك أوراقاً قاتلة لم تستخدمها حتى الآن..

المعلومات والفرضيات التي وضعها أمامي الصحفي التركي مثيرة للاهتمام وهي تقول إن الروس عرضوا على الحليفين السوري والإيراني خطة هجوم معاكس على المشروع الإسلامي الإخواني انطلاقاً من الدولة التي كانت ستتزعم الحركة الإخوانية العالمية تستغرق بضعة أشهر.. لأن توجيه ضربة للمشروع الإخواني لن يتم إلا عبر ضرب الرأس مباشرة.. وهو تركيا.. كما أن أردوغان وطموحاته يجب أن يرحلا..

والخطة تنتظر يوم إعلان رحيل القوات الأمريكية عن العراق حيث لا يعكر صفو التطبيق وجود جيش أمريكي بين سورية وإيران.. الغاية من الخطة تخفيف وزن تركيا السياسي.. وإعادته إلى الصواب والعقلانية.. واحترام الجغرافيا.. وإعادة تشكيل الشرق الأوسط بشكل يعاكس الشرق الأوسط الأمريكي.. الذي بات يهدد الجميع.

الإيرانيون والروس أحسوا أن أردوغان قد كسر كل المحرمات ووضع السكين على أعناق الجميع بالسماح بالدرع الصاروخي الأمريكي على أرضه وبانكشاف نواياه بالسيطرة على الشرق عبر إسلامييه وتحالفه مع الناتو.. وهو بذلك يوجه حرابه ضد سورية وروسيا وإيران.. دفعة واحدة.. جنون لايشبهه إلا جنون الرايخ الثالث.. الذي بدأت نهايته عندما تحرش بعدة دول مجتمعة وعلى رأسها روسيا..

الخطة المقترحة التي نقلها الصحفي التركي لا تبدو متماسكة تماماً ربما لغياب بعض التفاصيل التي لم تتح له.. لكنها تشير إلى ضرب الاقتصاد التركي ضربة موجعة عبر حصار مطبق من كل المحيط ولن تتمكن البضائع التركية من التوجه نحو الجنوب وآسيا بعد اليوم فالخط السوري العراقي الإيراني سيصير مثل سور الصين العظيم.. كما أن روسيا ستضيق عليه الحركة عبر الشمال.. وعلى الأتراك ركوب البحر كسبيل يتيم للوصول إلى آسيا بعد اليوم لتجارتهم بكل ما يعني ذلك من تكاليف وتأخير لأن أوربا محرمة عليهم.. وفي الوقت نفسه ستطلق يد الأكراد في جنوب شرق تركيا بحيث يكون التمرد الكردي من نفس عيار التمرد المسلح في سورية بإطلاق عصيانات المدن الشرقية التي اقتنعت أن إطلاق زعيمها عبد الله أوجلان لن يتم إلا عبر الضغط السياسي المترافق مع ضغط عسكري هائل وربما عبر تبادل أسرى.. مستفيدة من تجربة حماس وحزب الله.. ونقل عن أن أحد البرلمانيين الأتراك المعارضين لأردوغان توجهه إليه بالتهكم قائلاً في اجتماع اللجنة البرلمانية الخارجية: سنكون محظوظين إذا ما أهدى السوريون السلاح الذي صادرته قوات الأمن السورية خلال الفترة الماضية إلى مقاتلي الـ(بي كي كي) كخطوة رمزية ذات مغزى كبير.. سلاح سيكفي الـ(بي كي كي) لسنوات..!!

وسيكون أحد أهم مناطق الوجع التركي هو الاقتصاد والسياحة.. التي تعتمد عليهما أرجل وسيقان جمهورية رجب طيب أردوغان.. وبحسب هذه المعلومات.. سيضطر حزب العدالة والتنمية إلى تقديم رأس أردوغان ثمناً لإعادة الهدوء إلى دول الجوار وذلك بالإطاحة به بانقلاب حزبي.. وبهذا المعنى ربما يعيش «سبع البرومبة» أردوغان آخر ستة أشهر له في مكتب رئاسة الوزراء التركية..

ووفق هذا الصحفي التركي فإن العرب استعجلوا الانتخابات المصرية لإطلاق الإسلاميين المصريين إلى جانب أردوغان للتسريع بإطاحة الحكم في سورية.. فيما استعجل العرب العقوبات وتعهدوا لأردوغان بتعويض الخسائر ودعم الاقتصاد التركي الذي سيتضرر.. ولكن مستشاري أردوغان يرددون على مسامعه نصيحتين ذهبيتين: الأولى: تذكر ألا تثق بعرب الجزيرة العربية.. فهم من طعنوا الخلافة العثمانية في الظهر فلا تثق بهم.. وتذكر حكمة ثعلب السياسة العالمية هنري كيسنجر وهي كلمة شهيرة له على التلفزيون تقول: «بالطبع لا يمكنك أن تثق بعربي».. والنصيحة الثانية: أسرع واكتف بما حصلت عليه ثم صالح الأسد أو ابعث بالهدنة إليه.. أنت تحتاج «لخداعه» ثانية على الأقل..

والمفاجأة كما يقول الصحفي التركي أن هناك اعتقاداً أن أردوغان بعث سراً يطلب المصالحة فلم يأت الرد ولكن الروس بلغوا الرسالة التالية التي فهمها رجب طيب أردوغان حيث كان الرد: «الأسد مشغول حالياً بدفن الجنود الذين قتلهم المسلحون بسلاحك.. انتظر رده لاحقاً».. وقد حلّق دماغ أردوغان بجناحين من الهستيريا ورد على لامبالاة الأسد بقوله في مقابلة مرتبة على عجل: «إن الأسد جبان.. وسيسقط..» ثم بعث مهندس الأصفار أوغلو ليستحث العرب في الجامعة لإطباق الخناق على الأسد.. تعبير «مهندس الأصفار» قاله الصحفي التركي ضاحكاً وأضاف:..الآن عرفنا أين هي أصفار أوغلو.. إنهم أعضاء الجامعة العربية.. كل وزير خارجية عربي هو صفر في السياسة.. إلا وليد المعلم..

رادارات أردوغان بدأت تشتغل أخيراً بعد أن سكرت وانتشت فترة بانتصارات سهلة في ليبيا.. ويقول له مستشاروه إذا انطلق تمرد مسلح بعشرات آلاف البنادق والقذائف في شرق تركيا فلن تبقى تركيا قطعة واحدة بل عدة قطع مهما فعلت ولن ينقذك منها لا أمريكا ولا ناتو.. لن ينقذك إلا السلاح الكيماوي.. وأنت يا فخامة رئيس الوزراء لا تتحمل حلبجة ثانية مثل صدام حسين.. ولا شبيهاً بمذبحة الأرمن.. وتذكر أن الأوروبيين لا يمانعون في تشظي بلدك.. وهم دائماً ينوهون إلى أن تركيا بلد غير مستقر وهذا كان دوماً في غير صالح طموحاتها للانضمام للسوق الأوروبية..

(...) الأتراك يتحركون بسرعة وفي سباق مع الزمن بالتنسيق مع العرب والغرب وإسرائيل بتسريع المرحلة الثالثة من الخطة المعدة سلفاً لحشد مقاتلين عرب باسم «الجيش السوري الحر» على الحدود للضغط قبل أن ينجو الأسد من الفخ ويطلق الضغط الثلاثي على تركيا.. فيما إسرائيل تدرس طلباً تركياً بالتحرك لإنزال هزيمة مشتركة بالعقدة السورية.. لكن حسابات الإسرائيليين تصطدم دائماً بسيناريو شمشون أي أن سورية وإيران لن تترددا في هدم الشرق الأوسط كله وخاصة على إسرائيل وسيكون ثمن هذا النصر في العقدة السورية باهظاً جداً.. باهظاً جداً.. وقد يترك أردوغان لمصيره!!

ومع هذا فقد بدا الصحفي التركي متشائماً وقال: الكل سيدفع الثمن من جنون أردوغان.. الأتراك والسوريون والجميع بلا استثناء والباقي سيتفرج.. لكن السوريين سيصير لهم في الحال طوق نجاة عبر تمددهم اقتصادياً بعد نهاية العام من البحر المتوسط حتى أفغانستان ونحو كل الشرق ودول بريكس.. بل أن الأردن نفسه سيستغيث لإبقاء علاقته مع سورية التي لم يفهم السوريون إستراتيجية سخاء الدولة السورية في منح الأردن معاملة خاصة بالماء والغذاء طوال سنوات حتى تبين أن الغاية كانت في جعل الأردن معتمداً على سورية.. فالحياة في الأردن معتمدة على مشيمة تصل إلى سورية وعلى ثدي سوري.. وإذا قطع الإرضاع تلوى الأردن عطشاً وجوعاً.. وخلق حالة اعتماد على الرحم السوري سيجعل الأردن أول من يصرخ من انقطاعه عن سورية.. ومهما حاول الملك الأردني لعب القمار في السياسة فهذه ليست لاس فيغاس.. الملك قد يكسب في القمار في لاس فيغاس.. لكن لاعبي السياسة المحترفين في دمشق سيجعلونه يخسر للمرة الأخيرة وقد لا يبقى معه إلا ثمن بطاقة طائرة باتجاه لاس فيغاس (سفرة واحدة)..

«أعتقد أن الحل في رأي كثيرين لم يعد في رحيل الأسد بل في رحيل أردوغان.. بأسرع وقت.. إنها مفاجأة أليس كذلك؟؟!!» يختم الصحفي التركي تصوراته وملف معلوماته المثير.. الذي لاشك يحتاج تنقيحاً وتدقيقاً ودراسة صحفية.. قبل التحقق من كل نقاطه.. وقد نقلته بأمانة.. وسنتركه لقادمات الأيام كي تحاكمه..

• عن «شام برس» بتصرف