الشيوعي اللبناني يدعو الى التحرك السياسي والشعبي رفضاً للاقتتال الطائفي ومن أجل تعزيز السلم الأهلي
ناقش المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني التطورات السياسية والأمنية في البلاد وبشكل خاص في الشمال وأصدر بشأنها المواقف الآتية:
1ـ يرى المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني أن البلاد تسير نحو منزلق خطير، بسبب ما يجري فيها من أحداث أمنية متنقلة، ومناخات تعبئة طائفية ومذهبية بغيضة، وشحن للغرائز والعصبيات، وعزف على وتر الخصوصيات المناطقية، والمماثلة الامنية والسلطوية والطائفية، ما يأخذ البلاد مجدداً باتجاه «الكنتنة»، وضرب المؤسسات، خصوصاً مؤسسة الجيش، وتقويض ما تبقي من مقومات وحدة لبنان ووجوده.
2ـ ويرى المكتب السياسي ان ما يجري في منطقة الشمال بالتحديد لا يمكن عزله عما يجري في سورية، خصوصاً انه يأتي بعد الزيارة التي قام بها جيفري فيلتمان وجو ليبيرمان الى لبنان وحدوده الشمالية، ويتزامن مع الدعوات التي وجهتها بعض دول الخليج الى رعاياها بمغادرة الاراضي اللبنانية،الأمر الذي يشير الى ان لبنان دخل في دائرة التوظيف للتأثير على الاحداث في سورية، في ظل مناخات باتت معلنة تدعو لتحويله الى قاعدة خلفية للمعارضة السورية، لدعم صمودها، وتزويدها بالسلاح، بما يؤدي الى استنزاف الساحة السورية لفترة طويلة.
3ـ ان ما يؤسف له، اليوم، هو هذا التزامن بين تلك الاحداث، وما يتعرض له لبنان، مع ذكرى التحرير لهذا العام. فعلى الرغم من أن تحرير أغلبية الارض من العدو الاسرائيلي قد تم منذ اثني عشر عاماً، ما زال الانسان في لبنان اسير الفقر والاذلال والظلم، والتهديد بعدم الاستقرار والامان، لان مشروع التحرير لم يستكمل في وجهه الداخلي بالتغيير الديمقراطي الذي يحصن لبنان من أي تهديد، ويضمن عناصر وحدته الوطنية التي ما زال يفتقدها، فيشعر المواطنون عندها انهم في وطنهم ، ويعيشون فيه بكرامة وامن واستقرار.
4ـ إن المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني يحمل السلطة الراهنة، والتي لم تشذ عن سابقاتها، المسؤولية عما يجري اليوم في البلاد، بسبب تقاعسها او نأيها عن ابعاد لبنان عن التأثيرات الاقليمية والدولية، وعدم سعيها الى إتخاذ إجراءات من شانها تحصين عوامل الوحدة الوطنية، بما فيها الشروع في عملية الإصلاحات الوطنية الضرورية. فاكتفاء السلطة الراهنة بادارة الإزمة ، بدل السعي للخروج منها، وعدم تصديها بالشكل المطلوب لحالات الفلتان الامني، ولمناخات التحريض والتعبئة والتشنج التي تجوب البلاد، أسهما في تعميق الصراع المذهبي والطائفي وفي وضع لبنان في مهب الصراعات الاقليمية. والنتيجة، اليوم، سقوط جمهورية الطائف «بالضربة الطائفية» على حساب المؤسسات الوطنية التي عبثت بها التدخلات السياسية وتركتها عرضة لسلطة الشارع الخارجة من رحم النظام السياسي الطائفي.
ان هذا الوضع المتصاعد يتطلب معالجة فورية جذرية قبل ان تجرف الازمة المواطنين في حرب أهلية عبثية جديدة لا أفق لها سوى تدمير الوطن وتصفية انتصار شعبنا ومقاومته وتسهيل مخطط العدو الصهيوني ضدنا.
لذا، يدعو الحزب الشيوعي اللبناني كافة القوى الوطنية والشعبية والاهلية الى تحمل مسؤولياتها الوطنية التحرك بكافة الأشكال الديمقرطية انجاحا للتظاهرة السياسية والشعبية من اجل تعزيز مسيرة السلم الاهلي، وتكريس الوحدة الوطنية وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية المقاومة.
بيروت في 23 أيار 2012
المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني