هل اليمن على مفترق طرق؟!
رغم التهميش الإعلامي المقصود عما يحدث في اليمن، لابد من رؤية توضح المحاولات الأمريكية في المنطقة للتحكم به وبأحداث الحراك الثوري العربي
الترتيبات الأمريكية
يرمي المخطط الأمريكي في اليمن لإدامة الاقتتال بين القبائل اليمنية، ليكون ذلك الورقة الرابحة لاستمرار المخطط الإمبريالي في البلدان التي تدخلت الأيادي الغربية في ثوراتها .
واليوم وبعد زيارة السيناتور جون ماكين لليمن لدعم الرئيس الجديد عبد ربه منصور، يجب علينا أن لا نغفل عن زياراته المتعددة للمنطقة (زيارته لسورية في وقت سابق واليمن حالياً) والتي توحي بالترابط من حيث أسلوب التدخل في هذه المناطق، حيث يظهر تناغم واضح بين زيارات هذا المسؤول وسلوك تنظيم القاعدة المتصاعد بدعم أمريكي-خليجي.
ورغم زعم البعض أن الزيارة ماهي إلا لدعم الرئيس اليمني عبده ربه منصور، محاولين إخفاء أية غاية ثانية من هذه الزيارة، يرى مراقبون آخرون أن التوتر التاريخي بين السعودية واليمن يتفاقم تدريجياً، حيث تظهر في الآونة الأخيرة مطالب شعبية تتحدث عن ضرورة تحرير أراض يمنية محتلة من السعودية، وتأتي هذه القضية بالتوازي مع تزايد المعاملة السيئة للمواطنين اليمنيين في السعودية، حيث يتوقع أن هذا الملف سيطفو على سطح الساحة السياسية بشكل علني قريباً، مما يستدعي ترتيبات أمريكية خاصة لهذا النزاع.
الوجود الروسي
يرجح البعض أن الملف الأهم في هذه الزيارة هو تخوف الأميركيين الشديد من زيارة عبده ربه منصور الأخيرة إلى روسيا، حيث تدرك الولايات المتحدة جيداً بأن الزيارة غير عادية، وأن البارجات البحرية الروسية القادمة إلى اليمن بعد تلك الزيارة هي ليست فقط لحماية السفن التجارية الروسية، وإنما هناك شيء آخر، حيث باتت القضية ترتبط بالتوغل الروسي في الحديقة الخليجية للولايات المتحدة.
يبدو أن إرسال الإدارة الأمريكية لجون ماكين السيناتور الجمهوري(دون غيره) ذي التاريخ الإجرامي المعروف إلى اليمن في هذا التوقيت المهم والخطير، هو رسالة توحي بأن الإدارة الأمريكية لن تتوانى عن استبدال «القوة الناعمة» بالقوة المفرطة فيما لو سعى الروس لاستيعاب القيادة اليمنية الجديدة!.