«الأمير الديمقراطي والجامعة العربية الثورية»!

«الأمير الديمقراطي والجامعة العربية الثورية»!

منذ تأسيس الجامعة العربية في 27 آذار 1945 بقرار بريطاني، قامت بتشكيل هيئة أركان عسكرية عليا للدفاع عن المصالح العربية من المحيط إلى الخليج ضد القوى الاستعمارية التي سبق لها أن جلبت الديمقراطية إلى بلاد الشام ووحدتها بموجب اتفاقية سايكس- بيكو، ومنعت الحركة الصهيونية من السيطرة على فلسطين عبر فرض الانتداب البريطاني عليها. هذا بالإضافة إلى تقسيم الجزيرة العربية إلى مشيخات ثورية بزعامة الأسرة السعودية المناضلة والتي ترجع من حيث النسب إلى يهود خيبر حسب النقابي الكافر ناصر السعيد في كتابه تاريخ آل سعود.

 كانت أولى إنجازات الجامعة العربية الثورية التحضير لحرب 1948 لتطهير فلسطين من أهلها ومشاغبيها الذين فكروا بمواجهة «ثوار الهاجانا والآيتسل وشيتسرن». وأظهرت «جيوش الجامعة العربية» آنذاك انضباطها وحبها للسلام، بأنها كانت تحرر المدن والقرى من الفلسطينيين وتسلمها دون قتال أو عبر انسحاب منظم للصهاينة، ولو سمع الفلسطينيون لنصائح الجيوش العربية لما حدثت مذابح دير ياسين واللد والرملة..

كما تعهدت الجامعة العربية وبلدانها الغنية بتمويل وبناء القصور في مخيمات اللاجئين من الصفيح والخيام في البلدان العربية.

وحتى لا نصرف كثيراً من الحبر والورق على ما قامت به الجامعة العربية من مآثر ومنجزات ثورية لشعوبها، لن نتوقف كثيراً عند مجازر أيلول الأسود، وأدوارها في الحرب الإيرانية- العراقية ثم احتلال العراق وحرب تموز 2006، سنتوقف عند الدور الذي لعبته في الأزمة السورية!.

تفاجأ الشعب السوري بهطولات غزيرة من الديمقراطية الخليجية بقيادة «طائر النوء» أمير قطر تنهال على سورية من جنوبها إلى الحدود التركية، وقد أثمرت تلك الهطولات بتعليق عضوية سورية في الجامعة العربية واحتضان أيتام المعارضة السورية في الدوحة والتي تحولت إلى وول ستريت للتمويل وتنظيم الصفوف بالتشارك مع كل عواصم الغرب والمدن العثمانية القديمة والجديدة.

وعندما ارتكبت روسيا والصين حماقة استخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد التدخل الخارجي في سورية منعاً لتكرار السيناريو الليبي الذي لم تتجاوز خسائره السبعين ألفاً من أبناء الشعب الليبي عبر أكثر من ستين ألف غارة جوية لطائرات حلف الناتو، والتي سبق لها أن أنجزت مهامها الديمقراطية- الإنسانية في البلقان وأفغانستان والباكستان وبعض دول إفريقيا، عند ذاك جاء الرد من الأمير الديمقراطي حمد بن جاسم آل ثاني بطلب «إدخال قوات عربية إلى سورية»!.

تجاوب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي واعتبر الاقتراح قابلاً للنقاش، كما أيد الأمير في طرحه الأمين السابق عمر موسى والمرشح المحتمل لاحتلال موقع رأس النظام المصري في الانتخابات القادمة، طالما جسم النظام مازال هو هو..

ومن المتوقع أن يتدارس قادة المحميات العربية يوم الاثنين «فكرة» استبدال المراقبين قبل نهاية مهامهم بقطعان عسكرية وإرسالها إلى سورية، ويبدو أن شجاعة الأمير وإخوانه ومؤيديه في المنطقة والغرب ظهرت عبر تجاهل بيان الخارجية السورية ضد الاقتراح وخصوصاً تلك الفقرة التي تبدي الأسف سلفاً للدماء العربية التي ستراق على الدماء السورية فيما لو فكر «أهل الاقتراح» بترجمته عملياً لأن سورية ليست الصومال ولا موريتانيا!.

ليطمئن الأمير الديمقراطي، والذي تسلم منصب والده في الحكم بالانتخابات الديمقراطية الخالصة، فإن الشعب السوري قادر على تغيير واقعه ونظامه السياسي جذرياً دون أي تدخل خارجي، سواء من دول الغرب أو مشيخاته التابعة له تحت مسمى «الجامعة العربية»، والتي لم يعد فيها من العروبة «إلا الاسم»!.