تركيا إلى «الشرق در»... ممر إلزامي؟!
تتغير اﻵن بفعل الأزمة الاقتصادية لدول المراكز الرأسمالية، الموازين الدولية، لتستشعرها دول الأطراف التى تعيد اﻵن بناء أنظمتها
تركيا نموذج من هذه الدول، فهي الدولة المعتمدة على التدفقات الخارجيه للاستثمار من أجل إدامة عملية النمو بدأت تتخوف من التراجع الكبير في حركة الاستثمار الأجنبي، وأصبحت أمام متغيرات جديدة قد تفرض عليها تغيرات جدية على مستوى العلاقات الخارجية بحكم الترابط بين المصالح الاقتصادية والعلاقات السياسية بين الدول.
تراجع التدفق الاستثماري لدول المركز
أصدرت «oecd» وهي منظمة التعاون والتنمية تقريرها الخاص بحركة الرأسمال والاستثمار الخاصة بمجموع 34 بلداً أوروبياً ومنها تركيا لعام 2013 لتبين تراجع الاستثمار الخارجي من هذه الاقتصاديات بنسبة 20%، بينما تراجع الاستثمار الداخلي ضمن هذه المجموعة بنسبة 26%. وضمن سياسية حزب العدالة والتنمية المعتمدة على جلب الاستثمار الخارجي، دخلت تركيا حالياً أزمة تمويل جدية أدت إلى تراجع حاد في قيمة العملة التركية التي خسرت 17% من قيمتها في عام 2013 فقط، وهو دافع هام لقيام حكومة العدالة والتنمية بعملية تصحيح في علاقتها الدولية بحثاً عن مصادر آخرى للتمويل.
تركيا تتوجه في الاقليم المحيط بها
جرى نهاية العام الماضي لقاء بين أردوغان والبارازاني رئيس إقليم كردستان وصفه أردوغان بالتاريخي حيث وقع الطرفان عدة اتفاقات في مجال النفط والغاز. وبعد اتفاق جنيف الخاص بالنووي الإيراني بدأ الأتراك ينفتحون بطريقة سريعة تجاه إيران بعد جفاء بسبب الأزمة السورية. فتركيا ترغب بعقد صفقات للاستثمار في الغاز والنفط ومن جهة آخرى فإن تخفيف العقوبات المالية على طهران سيدفع برؤوس أموال إيرانية للاستثمار خارج البلاد. بدا واضحاً بزيارة رئيس الوزراء التركي لطهران مع وفد ضم وزير الاقتصاد ووزير الطاقة، الاهتمام التركي بالتعاون الاقتصادي. اتفق الطرفان على جملة من المواقف سياسياً حول حل القضية السورية، وحول التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 30 مليار دولار نهاية 2015 أي بزيادة قدرها 50% عن العام الحالي.
تقارب تركي مع روسيا.. واستياء أمريكي
بعد لقاء الرئيس الروسي بوتين برئيس الوزراء التركي على هامش أولمبياد سوتشي شكر الأول الشركات التركية على مساهمتها في إنجاز بعض المشاريع الخاصة بالأولمبياد. أما أردوغان فقال: «بلغ التعاون التجاري بين البلدين في مجال الطاقة مستوى استراتيجياً»، وفي آخر لقاء روسي- تركي ضمن اللقاء السنوي المشترك اتفق الطرفان على رفع التبادل التجاري ببن البلدين ليصل إلى 100 مليار دولار.
أما وزير الخزانة الأمريكي فقال في تصريحات له أن التقارب مبكر بين البلدين! ما يدل على أن أمريكا غير راضية على نضوج علاقات دولية جديدة وخاصة للحليف التركي الذي يواجه خسارات متتالية لأسواقه في سورية ومصر. فهل يقوم بصياغة نموذج جديد يكون إسفيناً في العلاقات التركية- الغربية؟ بالحد الأدنى هناك مراجعة لعلاقات تركيا الخارجية اقتصادياً حتى اللحظة.