حوار اليمن.. تكريس لأزماته
لعب التوازن الإقليمي في محاولة احتواء الأزمة اليمنية، وتحديداً دول الجوار، والسعودية على وجه الخصوص، دوراً في«حل» مؤقت للأزمة اليمنية وذلك ليس حرصاً من آل سعود على اليمن «السعيد» بل من أجل منع امتداد هذه الأزمة إلى الداخل السعودي
تحمل رياح التغيير في اليمن مخاطر على استمرار حكم العائلة السعودية المالكة، وعلى دورها الإقليمي الهام للحليف الاستراتيجي، الولايات المتحدة، في مرحلة بات نجمه هو نفسه مهدداً بالأفول.
الحل السعودي.. تغيير الصور
اختُزل الحل السعودي برحيل «علي عبد الله صالح» وبقاء النظام، بعد استهلاك الرئيس المخلوع في لعب أدوار متعددة لمصلحة المشروع الأمريكي، مما أ سفر عن عدم حل أي من التناقضات في المشهد اليمني، فالصراع المركب استمرّ بإحداثياته الرئيسية «القاعدة – الحوثيين- ومشكلة الجنوب»، في حين يغيب عن جدول أعمال كل المؤتمرات «الدولية والداخلية»، كمؤتمر أصدقاء اليمن، ومؤتمر الحوار الوطني، التي تنعقد لبحث الأزمة اليمنية، الأسباب العميقة لهذه الأزمة، وبالتالي إمكانية استنباط الحلول الحقيقية لها.
الأسباب المُغيبة للأزمة
كان ولا يزال أهم أسباب الأزمة هي الوضع الاقتصادي– الاجتماعي، والموقف السياسي للنظام القديم/الجديد من التبعية للدور السعودي والمشروع الأمريكي في المنطقة. ومن الجدير هنا التذكير بأنّ بداية الاحتجاجات وحراك الشارع اليمني كانت على شكل تظاهرات سلمية ضدّ الإحتلال الأمريكي للعراق والممارسات «الإسرائيلية» الوحشية ضدّ الفلسطينيين. كما انتقد المحتجون سياسة السلطة في التمييز بين مواطني اليمن، وخصوصاً أبناء الجنوب الذين شعروا بأنهم محتلون، لكنّ السلطة واجهتها بحملة اعتقالات واسعة شملت المئات، أتبعتها بحرب مفتوحة حشدت فيها 30 ألف جندي، واستخدمت الطائرات والسلاح الصاروخي والمدفعية الثقيلة.
الأزمة اليمنية ستستمر، طالما أن الحلول تدور ضمن البنية الاقتصادية الاجتماعية ذاتها، لابل إن الحلول التي يجري الحديث عنها، ومنها قوننة عملية التقسيم تحت مسمى «الفدرلة» كما تمخض عن مؤتمر الحوار اليمني مؤخراً. وعليه فإن الحراك الشعبي اليمني مثله مثل غيره من الحراكات في بلدان المنطقة وبتجربته الخاصة، مستفيداً من التوازن الدولي والإقليمي الناشىء، قادر على إبجاد الحلول لجملة الأزمات التي تعصف باليمن، ووضع الصراع على سكته الصحيحة عندما يتم الحد من الأشكال المتعددة من التدخل الخارجي، ويترك الشعب اليمني يقرر مصيره بنفسه.