التراجع من البوابة الأردنية!
بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في تقسيم سورية، وفشلها لأول مرة في فرض إرادتها في المنطقة منذ الحرب الباردة، تسعى جاهدة اليوم إلى تنظيم انسحابها التدريجي على مايبدو، وتوحي عملية نشر صواريخ باتريوت في الدول المحيطة بسورية، بذلك إلى حد ما.
«الأسد المتأهب» إلى متى؟!
انتهت مناورات «الأسد المتأهب» التي شاركت فيها 19 دولة بينها الأردن والولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية، وأعلنت قيادة القوات المسلحة الأردنية أنه جرى خلال المناورات تمرين عسكري مشترك بين الجيشين الأردني والأميركي باستخدام طائرات «إف 16» إلى جانب مناورة بحرية تحاكي مكافحة القرصنة البحرية .
شارك بالمناورات التي جرت في منطقة القويرة بجنوب المملكة 15 ألف مشارك، منهم ثمانية آلاف عسكري من كل الرتب، إضافة لسبعة آلاف عنصر مدني من أجهزة أمنية ومنظمات غير حكومية من عدة دول بينها عشر دول عربية هي: السعودية والأردن والبحرين ومصر والعراق والكويت ولبنان وقطر والإمارات واليمن، بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا والتشيك وفرنسا وإيطاليا وباكستان وبولندا وتركيا وبريطانيا.
وكان الهدف من كل هذه المناورات واضحاً، وهو نشر مقاتلات «إف 16» وصواريخ باتريوت في الأردن، حيث قال مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» قبل أيام، إن وزير الدفاع تشاك هاغل، وافق على بقاء مقاتلات طراز «إف 16» وصواريخ باتريوت في الأردن بعد انتهاء المناورات، وأن الأسلحة ستخضع لإدارة وإشراف القوات المسلحة الأردنية بدعم فني من خبراء أمريكيين!!.
مظاهرات في مواجهة الوجود الأمريكي
حيث خرج المئات من الأردنيين يوم الجمعة 14 حزيران، وهتف المشاركون فيها بـ«سقوط رأس النظام الأزعر»، كما تلاقى المطلب الوطني للحراك الشعبي الأردني الرافض بمعظمه للوجود الأمريكي مع مطالبهم بالحريات العام وهتف المتظاهرون «يكفيكم اعتقالات» في وجه جهاز المخابرات العامة أقوى جهاز أمني في البلاد.
كما استهدفت هتافات المتظاهرين الملك بشكل مباشر في خطوة تصعيدية واضحة، حيث كان أحد أبرز الهتافات «بطّلنا (لم نعد) نحكي يعيش يعيش (الملك)»، و«إحنا شعب الخط الأحمر، يسقط حكم الأزعر»، و«بعتونا للأمريكان، بعتونا بأبخس الأثمان».
يبدو أن الولايات المتحدة لا تطوق سورية فحسب، إنما تسعى إلى تطويق النفوذ الروسي في المنطقة، وهي بتلك الإجراءات تستعد للانسحاب التدريجي والمنظم من المنطقة وعدم ترك فراغات كبرى يمكن للقوى المضادة لها في المنطقة أن تملأها، وهي بذلك أي بنشر الصواريخ وبناء قواعد عسكرية وإبقاء جنود مشاة في الأردن تحاول إعاقة التمدد الروسي، وسيكون ذلك وللأسف على حساب إمكانية استقلالية بعض دول الجوار.