النصّ الكامل لإحاطة بيدرسن حول أحداث السويداء وإشارته لعقد «مؤتمر وطنيّ جديد» stars
ألقى السيّد غير بيدرسن، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إحاطةً بشأن تطوّرات الأوضاع في سوريا، أمام جلسةٍ لمجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين 28 تموز/يوليو 2025.
ألقى السيّد غير بيدرسن، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، إحاطةً بشأن تطوّرات الأوضاع في سوريا، أمام جلسةٍ لمجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين 28 تموز/يوليو 2025.
مرّ أسبوعان على اشتعال الأحداث الدموية والمأساوية التي حلّت بمحافظة السويداء السورية، ومرت بضعة أيام على انتهاء الطور العسكري الساخن منها؛ ومنذ اشتعال الأحداث وحتى اليوم، تعاني المحافظة من نقص كبير في كل المواد الأساسية، من طحين ومحروقات وخضروات ومواد غذائية وأدوية، إضافة إلى استمرار التردي الكبير في وضع الكهرباء والمياه والاتصالات.
نشرت الإخبارية السورية تصريحات عن «مصدر حكومي مسؤول» حول المفاوضات مع "قسد" جاء فيها:
نقلت وكالات إعلامية محلية غير رسمية من مدينة السويداء خبر استشهاد الحالة الثانية من الأطباء الذين يخاطرون بحياتهم لإنقاذ المرضى والمصابين في مشفى السويداء الوطني، في ظل ظروف الاشتباك والمعارك الدائرة في المدينة لليوم الثالث على التوالي.
نقل «تلفزيون سوريا» المقرب من الحكومة السورية في دمشق عن مصادر محلية أنباء بعد ظهر اليوم الثلاثاء 15 تموز 2025 عن «تسجيل انتهاكات وإساءات وعمليات نهب في مدينة السويداء».
ما زال الوضع الأمني متفاقماً ودامياً مع اشتباكات وقصف تشهدها أحياء داخل مدينة السويداء صباح اليوم الثلاثاء 15 تموز 2025 مع بدء دخول القوات الحكومية السورية إلى المدينة وفرض حظر تجوال منذ الثامنة صباحاً، واستقدام تعزيزات عسكرية إضافية مع اشتباكات متقطعة مع مسلّحين داخل أحياء المدينة.
بينما تحاول سورية الخروج من أتون أكثر من 14 عاماً من الحرب المدمرة، نشهد اليوم ترويجاً حثيثاً لاعتقاد زائف مفاده أن إعادة إعمار البلاد تعتمد على التعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين. ويحاجج مؤيدو هذا الطرح بإمكانية أن تضخ هذه المؤسسات رؤوس الأموال وتدفع بالاقتصاد وتعيد بناء البنى التحتية المدمّرة. لكن التاريخ يكشف حقيقة مختلفة تماماً: من أقصى العالم إلى أقصاه، أدت تدخلات صندوق النقد والبنك الدوليين في عمليات إعادة الإعمار بعد الحروب والأزمات إلى تفاقم التراجع الاقتصادي، وزرعت فخ الرضوخ للديون، وأعطت الأولوية للمصالح الأجنبية على حساب الاحتياجات المحلية. ما سنناقشه هنا هو أن إلقاء نظرة أولية على بعض الدول التي استسلمت لهذه السياسات كفيل بأن يثبت أن اعتماد سورية على هذه المؤسسات هو وهم يتم تسويقه لتضليل السوريين ودفعهم للقبول بما يخالف مصلحتهم الوطنية.
يواصل الوضع المعيشي للغالبية الساحقة من السوريين، تدهوره المستمر منذ سنوات. تعبر عن هذا التدهور أرقام عديدة، ربما أهمها هو شكل توزيع الثروة، الذي كان يمنح 80% من الثروة لـ 10% من السكان، و20% لـ 90% من السكان لحظة فرار بشار الأسد، ولم يتم حسابه بشكل دقيق بعد ذلك،
إذا ما فكرنا بواقعنا السوري اليوم سنرى أننا أمام قائمة مهام يجب حلّها!
إن عدنا بالزمن إلى الشهور الأولى من عام 2011 نرى أن واحدة من أبرز المشكلات التي ظهرت على السطح تمثلت في أن عدداً كبيراً من القوى السياسية والناشطين الحقوقيين والسياسيين كانوا يرون واجبهم الأساسي ينحصر في إبداء الموقف حول كلِّ صغيرة وكبيرة، وما أن سيطر الحل الأمني على سلوك النظام وبدأ القمع والاعتقال والقتل يهيمن على المشهد اليومي، تحوّلت مواقف هؤلاء أيضاً إلى جزء من المشهد ذاته. واحتلت شخصيات معروفة شاشات التلفاز وكانت مهمتها الأساسية أن تكيل الشتائم إلى النظام، والشتائم فقط؛ مع أن جمهوراً عريضاً من السوريين كان يدرك أن المسؤولين عن الدماء السورية يستحقون هذه الشتائم لكنهم في الوقت نفسه كانوا يبحثون عن حل ومخرج لما هم فيه، وبدلاً من مشاهدة «حلبات الملاكمة» على التلفاز كانوا ينتظرون من «أبطال الشاشات» أن يطرحوا الحلول، لكن انتظارهم طال ولم يقدم هؤلاء «المحللون السياسيون» أي شيء!