في مساكن برزة... حديقة النعمان تتحوّل إلى بؤرة خطر وإهمال رسمي فاضح
تُعدّ حديقة النعمان في منطقة مساكن برزة المتنفّس الوحيد لأهالي الحي، وخاصة للأطفال. لكنّ الإهمال المزمن والمتعمّد من محافظة دمشق وبلدية برزة حوّل هذا المتنفّس إلى كابوس يومي يعيش فيه السكان وسط الفوضى والروائح الكريهة وانعدام الأمان.
فالحديقة اليوم شبه مدمّرة... المقاعد مكسّرة بلا صيانة، وألعاب الأطفال تالفة وخطرة على الصغار، والمزروعات مهملة، والأشجار بلا تقليم، أما الإضاءة فغائبة تماماً، مما يجعل دخول الحديقة بعد غروب الشمس مجازفة حقيقية. فقد تحوّلت في الظلام إلى وكر «للزعران»، الأمر الذي يهدّد سلامة الأهالي ويزيد من حالات تكسير نوافذ السيارات وسرقتها ليلاً، إضافة إلى التسلل إلى الأبنية المجاورة وبثّ الرعب بين السكان. يضاف إلى ذلك انتشار الكلاب الشاردة ليلاً بلا أي تدخل من الجهات المعنية، وكأن حياة الناس بلا قيمة.
ولم يقف الإهمال عند هذا الحد، فخلف الحديقة تحوّل المكان إلى مكبّ نفايات وردم بشكل علني، بينما أصبح مجرى النهر الجاف بجوار الأبنية بؤرة للحشرات والروائح النتنة نتيجة تراكم القمامة داخله. وزاد الطين بلّة انتشار المسالخ غير
النظامية في المنطقة، حيث تُرمى مخلفات الذبح بشكل عشوائي خلف الحديقة، مسببة روائح لا تطاق، خاصة في فصل الصيف وفترات الأعياد، وسط غياب تام لأي رقابة أو محاسبة.
إنّ أهالي مساكن برزة يصرخون ويطالبون- بل يناشدون- محافظة دمشق وبلدية برزة لوضع حد لهذا الإهمال الفاضح، والبدء فوراً بمعالجة الواقع المأساوي عبر:
إعادة تأهيل الحديقة وصيانة إنارتها ومقاعدها وألعاب الأطفال.
فرض الأمن ليلاً ومنع التجمعات الخارجة عن القانون.
تنظيف مجرى النهر ومحيطه ووقف تحويله إلى مكب نفايات.
معالجة انتشار الكلاب الشاردة.
وقف الردم العشوائي وفرض الغرامات على المخالفين.
إغلاق المسالخ غير النظامية فوراً وإزالة مخلفاتها حفاظاً على الصحة العامة.
وختاماً، يؤكد الأهالي أن صبرهم يكاد أن ينفد، وأن استمرار هذا الإهمال لم يعد مجرد تقصير... بل إهانة مباشرة لسكان المنطقة واعتداء على حقهم الطبيعي في بيئة نظيفة وآمنة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1252