انقطاع خدمات الهاتف والإنترنت في المزة 86، بند جديد على قائمة المعاناة...!
انضم الإنترنت إلى قائمة الأزمات التي تواجه المواطن السوري في حياته اليومية، فمشكلة سرعة الإنترنت وجودته، أمر اعتاده المواطن وخاصة الخدمة المقدمة عن طريق خط الهاتف الأرضي (ADSL).
ففي حي المزة 86 في مدينة دمشق، معاناة من نوع أخر فالمشكلة ليست في خدمة الإنترنت فقط، بل في خط الهاتف الأرضي المقطوع والنتيجة: «راح النت- إجا النت أو النت في ذمة الله».
وما الحل؟ تقديم شكوى، والرد: عبارة تثلج القلوب «سنعمل على حل المشكلة»!
لكن متى؟ كيف؟ وكم يستغرق ذلك؟!
تفاصيل غير مهمة يا مواطن، فالمهم أنها «ستعمل»!
الواقع يراوح مكانه
تحولت المشكلة في بعض الحارات من حي المزة 86 إلى مأساة يومية بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، وحتى الآن، دون أي تحرك فعلي لحلها بل المزيد من الوعود والتبريرات التي لا تغني ولا تسمن.
فالمشكلة أن العديد من خطوط الهاتف في هذه الحارات لا تعمل، أي مفصولة أو مقطوعة، وبالتالي خدمة الإنترنت في توقف تام أو تأرجح بين وصل وفصل.
فعلى الرغم من أن الإنترنت أصبح ضرورة من ضرورات الحياة اليومية ولا يقل أهمية عن الخدمات الأخرى، إلا أن الدولة ما زالت تتعامل مع الخدمة على أنها «مِنّة» أو مكرمة، وكأن المواطن لا يدفع ثمنها شهرياً، وبأسعار مرتفعة نسبياً مقارنة بجودتها، ليس من جيبه فقط، بل ومن صحته وراحته وصبره، منتظراً لرد موظف المقسم وتسجيل شكوى، يعرف مسبقاً أنها بلا جدوى، وتستمر رحلة الانتظار لتوضيح السبب!
بحسب ما أكده أحد أبناء الحي: «أتى العامل المسؤول وتفحص الخطوط في العلبة المخصصة وأخبرني أن هناك تداخلاً بين الشبكات الكهربائية والهاتفية وأن خطوط الهاتف تلتقط شحنات كهربائية تتسبب بالفصل، موضحاً أن المشكلة عامة في الكابلات الأرضية ضمن الحي، وسنعمل على حلها قريباً».
تفسير مطمئن ويريح المواطن العادي فعلاً، وكيف لا؟! فهو يقدم كواقع لا يقبل النقاش، وعليك أن تهز برأسك مقتنعاً، فلا خيار أمامك وسط تفسير تقني لا يفهمه سوى أهله!
بديل جديد وعبء إضافي
ضاق المواطن ذرعاً بهذا الواقع إلى الحد الذي دفعه للتخلي عن الخدمة كاملة، لينأى بنفسه عن الدخول في متاهة الانتظار وعقد الآمال على وعود الوهم.
فمنهم من لجأ إلى شبكة الهاتف المحمول وباقاتها غالية الثمن مقابل جودة رديئة للإنترنت، وآخر اشترك بخدمة متاحة كالأنترنت الهوائي، والذي لا يعد رخيصاً، وبالتالي تحمل أعباء مالية إضافية، لأن الإنترنت العمود الفقري للعمل في الكثير من القطاعات، وخاصة التعليم والعمل عن بعد.
وعليه فالبعض وجد أن العبء المالي أهون من خسارة العمل والركض خلف حلول لا تتجاوز إطار الوعود الرسمية.
لا حياة لمن تنادي!
المشكلة الحقيقية التي تواجه المواطن ليست مجرد عطل تقني، إنما غياب أي تحرك رسمي واستجابة عاجلة ومسؤولة لحلها.
والمواطن مستمر بدفع الفاتورة عن خدمة كانت بالكاد تعمل والآن متوقفة، أما الجهات المعنية فهي «غير معنية» بما يحدث وكأن الأمر لا يستوجب العجلة، وهي تعلم أهمية الإنترنت حيث لا يمكن الاستغناء عنه، وتتعامل معه على أنه من الكماليات!
فمن يعوض المواطن عن خساراته نتيجة الإهمال والتقصير؟!
والنتيجة أن المشكلة بقيت كما هي دون حل، والمواطن تزداد معاناته، والجهات الرسمية تتفرج وتعيد تشغيل الأسطوانة نفسها: «قلنا لك المشكلة بدها وقت وعم نشتغل لحلها، البنية متهالكة والكابلات قديمة»!
شماعة يُعلق عليها العجز، والمواطن يهز رأسه ليضيف بنداً جديداً إلى قائمة معاناته.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1244