مع اقتراب موعد افتتاح المدارس المعاناة تتجدد والهموم تتضاعف
رهف ونوس رهف ونوس

مع اقتراب موعد افتتاح المدارس المعاناة تتجدد والهموم تتضاعف

عاد أيلول قارعاً أجراسه للاستعداد، فقد اقترب الموعد ولكن على ما يبدو الشوق لم يكتمل، أو لا يود ذلك!
فلم يعد اليوم الأول للمدرسة مشوقاً بل تحول إلى هاجس يؤرق ذوي الطلاب بمجرد الحديث عنه، وحملاً جديداً من  الأحمال الثقيلة التي تنهك كاهلهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

فالوجوه في الأسواق مكفهرة تتخبط ذات اليمين وذات الشمال، والأكف تتصارع من قلة الحيلة، مشهد يختصر الواقع، فتأمين المستلزمات المدرسية بات هماً على ذوي الطلاب.
فأي معجزة ستتحقق في هذا البلد لتمطر السماء أموالاً وتَملأ الجيوب المفرغة من شدة الفقر الذي طال غالبية السوريين!

الأسعار متقاربة نسبياً مع العام الماضي... ولكن!

اقترب موعد افتتاح المدارس، والمحدد بتاريخ 21/9/2025، والأسواق تتحضر والمحال بدأت بطرح عروضها وتشكيلاتها، لتبدأ المنافسة وجذب أكبر عدد من المشترين وخاصة بأسعار الألبسة المدرسية المتفاوتة بالجودة.

خلال جولة على بعض المحال في عدد من الأسواق، وخاصة الشعبية منها، فقد كان الجاكيت المخصص للمرحلة الإعدادية والثانوية يتراوح سعره ما بين 150-200 ألف ل.س، أما البنطال بسعر وسطي 130 ألف ل.س والقميص 140 ألف ل.س، بينما سعر المريول المدرسي المخصص للمرحلة الابتدائية تراوح بين 65-95 ألف ل.س، وطبعاً هناك أسعار أعلى من ذلك.

أما الأحذية فتتفاوت أسعارها حسب النوعية، فالنوعية المتدنية سجلت سعر 100 ألف ل.س بينما الجيدة تجاوزت 200 ألف ل.س.

وكذلك الحال بالنسبة للحقائب، فأرخصها سجلت سعر 130 ألف ل.س، أما ذات الجودة المتوسطة نسبياً فوصلت إلى سعر 250 ألف ل.س، وهناك نوعيات بسعر أعلى أيضاً.

بالمقابل كانت أسعار القرطاسية متفاوتة، حسب المواصفات والنوعية المرتبطة بالعلامة التجارية (الماركة)، فهي متنوعة جداً، حيث سجل سعر المقلمة ذات الجودة المتوسطة 35 ألف ل.س وقد تتجاوز الجيدة منها سعر 60 ألف ل.س، أما دفتر السلك 100 طبق بسعر 25 ألف ل.س ويزيد السعر بحسب عدد الصفحات، بينما الدفتر العادي سجل سعر 15 ألف ل.س، أما سعر القلم الناشف العادي والرصاص يتراوح بين 3500-5000 ل.س.

يمكن القول إن الأسعار مقارنة بأسعار العام الماضي تعد متقاربة نسبياً مع فروقات بسيطة، لكن تجدر الإشارة أن الأسعار غير ثابتة حتى الآن، فقد لاحظنا تفاوتاً بين المكتبات والمحال والأسواق، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض المستلزمات المعروضة مدور من مخزون مواسم سابقة!

التكلفة الإجمالية التقديرية دون تكاليف إضافية

بناءً على الأسعار التي تم سبرها أعلاه، فالتكلفة الإجمالية التقديرية لتأمين المستلزمات الأساسية لطالب المرحلة الإعدادية والثانوية تتراوح بين 1-1,2 مليون ل.س، أما الطالب في المرحلة الابتدائية فنحو 700 ألف ل.س، أي تقارب أو أعلى من الحد الأدنى للأجور بعد الزيادة الأخيرة!!

أما الأسرة التي تتألف من ثلاثة طلاب بمختلف المراحل الدراسية فتصل التكلفة إلى نحو 3 ملايين ليرة سورية، لتزداد معاناة الأهالي ويبدأ التمهيد لمزيد من التقشف على أبنائهم بمستلزماتهم، ومحاولة تدوير ما يمكن تدويره من حقائب وقرطاسية، علماً أنه في السنوات الأخيرة لم يعد هناك تدوير لأي شيء، فغالبية الأهالي يشترون نوعية شعبية رخيصة بالكاد تُعمر لنهاية العام الدراسي، إذا لم يضطروا لشراء غيرها في منتصف العام!

تكاليف إضافية لا بد منها!

لكن الأمر لم ينتهِ عند تأمين الأساسيات، بل هناك تحدي المصاريف الإضافية المرتبطة بالمواصلات على مدار العام، وكذلك الدروس الخصوصية التي بات لا بد منها، بالإضافة إلى المصروف الشخصي للطالب.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن افتتاح المدارس يتزامن مع موسم مؤونة الشتاء في ظل ارتفاع الأسعار، والتي تضاعف الأعباء المالية على ذوي الطلاب.

إلى متى؟!

اقترب الموعد المدرسي، مع المزيد من الهموم والأعباء المالية، والمزيد من التقشف، كعناوين لهذا الموسم ككل عام!

فإلى متى ستبقى أدنى متطلبات الحياة في عِداد الأحلام؟

وأين الدولة من نظرات طفل تتأمل إحدى واجهات المحال التجارية، حالمة بحقيبة جديدة، لتشتتها وعود مكلومة تتكرر كل عام على لسان ذويه: «سنشتريها العام القادم»!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1241